الإنسان يمر بمراحل متعددة خلال حياته، بحيث تكون هذه المراحل في مجموعها هذا الإنسان وتكون شخصيته التي ينضوي عليها، حيث تبدأ هذه المراحل الحياتية للإنسان أولاً بمرحلة الطفولة ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الشباب فالكهولة فالشيخوخة فمرحلة أرذل العمر ثم الموت. تختلف نسبة الحيوية والطاقة التي يمتلكها الإنسان خلال بين هذه المراحل المختلفة ففي مرحلة الشباب على سبيل المثال يبلغ الإنسان ذروة عطائه وسعيه وعمله، وتبدأ هذه الحيوية والطاقة بالانخفاض التدريجي إلى أن تتلاشى ويتلاشى الإنسان معها.
مقدمة مرحلة الشباب هي مرحلة المراهقة والتي تصنف وفقاً لعلم النفس التربوي على أنها واحدة من مراحل الطفولة وهي المرحلة الأخيرة منها، فمرحة الطفولة تنتهي عندما يبلغ الإنسان الثامنة عشر، إلا أنها قد تمتد إلى ما بعد هذه الفترة.
وفقاً لعلم النفس فإن مرحلة المراهقة تقرب الإنسان من أن يكون ناضجاً عقلياً وجسدياً ونفسياً واجتماعياً. فهي لا تعد مرحلة النضوج التام وإنما مقدمة له، علماء النفس قسموا مرحلة المراهقة إلى أقسام ثلاثة وهي مرحلة المراهقة الأولى والتي تكون بين 11 – 14، وتتسم هذه الفترة بحدوث التغييرات السريعة على الإنسان المراهق، أما المرحلة الثانية فهي التي تكون ما بين 14 – 18 حيث تكتمل في هذه الفترة التغييرات التي قد تحدث للإنسان، أخيراً تأتي مرحلة المراهقة المتأخرة والتي تكون ما بين 18 – 21 حيث يتحول الإنسان المراهق خلال هذه الفترة إلى مرحلة النضوج الكلي والوعي.
لبدء فترة المراهقة علامات و دلائل تظهر على الإنسان، منها نمو جسد الإنسان وتغير نفسيته ونضجه من الناحية الجنسية. أما على صعيد الجسد فإن العضلات ستظهر وسيزداد الطول والمنكبين للذكور، أما للإناث فإن الورك سيتوسع. في حين يكون التغير النفسي ناتجاً بسبب الهرمونات التي يبدأ إفرازها في جسم الإنسان والتي تعمل على اضطراب المشاعر لدى هذا الفرد المراهق. أخيراً فإن النضوج الجنسي يتضمن حدوث تغيرات في الأعضاء التناسلية لكل من الذكر والأنثى وظهور العلامات و دلائل الجنسية على كل منهما.
من أبرز المشاكل وعيوب التي تواجه المراهقين في العموم هي عصبيته الزائدة حيث يكون المراهق دائم التوتر طمعاً في تحقيق رغباته من قبل الآخرين. بالإضافة إلى ذلك فإن المراهق يتميز بالتمرد الكبير الحاصل لديه وتفرده في آرائه، وشكايته المستمرة من عدم تفهم الأهل له، ومحاولته لإثبات ذاته ونفسه. ويترافق ذلك مع وجود أفكار داخلية متضاربة تنشأ لديه بالإضافة إلى مواجهته لبعض المشاكل وعيوب الجنسية التي يمر بها والتي يتم التعامل معها يقمع خاصة في المجتمعات المحافظة.
