الطفولة
إنّ مرحلة الطفولة من المراحل الحساسة في حياة الطفل؛ فهذه المرحلة النواة الأولى في تشكيل الشخصية للطفل، وهي من أهم الدعامات الأساسية في سيكولوجيا النمو، وما تحمله هذه المرحلة من قيمة مهمّة في حياة الفرد. في هذا المقام سينصبّ حديثنا على طريقة التعامل مع الأطفال في أطوار مرحلة الطفولة، والتطبيق التربوي السليم من الناحية الفسيولوجية والعاطفية والانفعالية.
الغاية من سيكولوجيا النمو
إن الغاية الأساسية من دراستنا لعلم نفس النمو هو تطبيق ما تعلمناه من مبادئ وأسس نمائية في تنمية النمو النفسي للفرد خلال مراحل نموه المختلفة، والتطبيق التربوي تعرف ما هو إلا دليل إجرائي" ينبغي أن يعمل به كل الأفراد القائمين على تربية النشء؛ فهو هام للولداين والمربين والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين، والتطبيقات التربوية هي دليل عمل نمائي يوجّه للمهتمين بالنمو النفسي للأفراد بما ينبغي لهم أن يفعلوه من أجل تحقيق نمو احسن وأفضل للأفراد في مظاهرهم النمائية المختلفة.
التعامل التربوي مع الطفل الرضيع
- الاهتمام بصراخ الطفل في هذه المرحلة؛ فهو مؤشّر على عدم الشعور بالراحة، فقد يكون الصراخ نتيجة الاضطرابات الفسيولوجية تدركها كل كالجوع، والاهتمام بالرضاعة الطبيعية للطفل لما لهذه الرضاعة من أهمية وفائدة صحية ونفسية واجتماعيّة من توفير الرعاية الصحية والغذائية والنفسية والاجتماعية، وإحاطة الطفل بجوٍّ أسري مفعم بالحب والدفء والانسجام والاهتمام بالتطعيم والتحصين ضد الأمراض الخطيرة التي قد تصيب الطفل في هذه المرحلة.
- أهمية وفائدة الاتصال اللمسي بين الطفل وأمه، فذلك يشعر الطفل بالحنان والحب والإحساس بالأمن والارتواء العاطفي، ويعين الطفل على النمو النفسي السليم
- عدم إجبار الطفل على المشي والوقوف قبل اكتمال نضج العضلات المسؤولة عن ذلك.
- الحرص والتدرج في عملية الفطام وإتمامها حتى لا تحدث اضطربات نفسية واجتماعية للطفل.
- خطورة اللجوء إلى العقاب عند تدريب الطفل على الإخراج، وعدم إشعاره بالإشمئزاز أثناء التدريب عليها.
- ضرورة مخاطبة الطفل باللغة السليمة والصحيحة والابتعاد عن محاكاة لغته الطفليّة.
- تنمية مهارات الاتصال الاجتماعي بين الطفل وأفراد الأسرة الآخرين.
- توفير فرص الاتصال والتفاعل الاجتماعي بين الطفل والوالدين والطفل وأقرانه؛ فذلك كلّه يزيد من محصوله اللغوي وقاموسه التعبيري
- إشعاره بأهمية وفائدة التفاعل الاجتماعي في المواقف المختلفة.
التعامل التربوي في مرحلة الطفولة المبكرة
وهي تختص بالأطفال ما بين الثلاث والست سنوات.
- تنمية الحواس عند الأطفال من خلال الألعاب والرسم والصور.
- إتاحة الفرص الكافية لممارسة الأطفال أنشطتهم الحركية والجسمية في الهواء الطلق والشمس.
- تنمية مهارات الاستقلال والاعتماد على النفس في ركوب الدراجة وتنمية مهارات النضج الاجتماعي للأطفال.
- الاهتمام باللعب في هذه المرحلة؛ فهو ينمي القدرات الإبداعية والحركية والحسية عند الأطفال.
- تنمية قدرات الطفل في التعبير عن نفسه من خلال الحوار والأنشطة المختلفة.
- تنمية مهارات اللعب والاتصال والتفاعل الاجتماعي بالأطفال الآخرين.
- إشباع الحاجات النفسية للأطفال مثل ( الحاجة إلى الحب، والانتماء، والنجاح، وحب الاستطلاع، والحاجة إلى رعاية الوالدين، والتحصيل والإنجاز، والاكتشاف، واللعب، والحاجة إلى إرضاء الكبار )
- تعويد الطفل التعبير عن انفعالاته والتنفيس عنها، ومحاولة تعويده على التحكم بها وضبطها دون كبتها لما في ذلك من التوافق الشخصي والاجتماعي، والصحة النفسية للأطفال.
- توجيه الاستجابات الانفعالية العدوانية عند الأطفال نحو الأنشطة الهادفة، والمقبولة اجتماعياً كاللعب والهوايات.
- تعويد الطفل على مراعاة آداب المائدة أثناء الطعام.
- تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي والاتصال مع الأقران والوالدين والكبار.
- تعويد الطفل على مظاهر السلوك الاجتماعي العامة المقبولة كـإبداء الشكر، والتحية، والاستئذان قبل الانصراف من المجلس، ومراعاة آداب السلوك الاجتماعي والتقاليد.
- مراعاة مبدأ الفروق الفردية بين الأطفال في النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي.
- توزيع الحب والعطف والرعاية على جميع أطفال الأسرة حتى لا تنشأ مظاهر الغيرة بين الأخوة.
- تشجيع حب الاستطلاع عند الطفل وتنمية ميوله واهتماماته.
- تجنب الأساليب التربوية الخاطئة في التنشئة الاجتماعية للأطفال مثل: ( الحماية الزائدة، والدلال، والنبذ، والإهمال، والتفرقة، والتذبذب).
- الإجابة الصحيحة والصريحة على أسئلة الطفل نحو الموضوعات الجنسيّة بما يتّفق مع عمر الطفل الزمني.
التعامل التربوي في مرحلة الطفولة المتوسطة
وهي تختص بالأطفال ما بين الست والتسع سنوات.
- توجيه النشاط الحركي الزائد الذي يتسم به الطفل في هذه المرحلة إلى الأنشطة الرياضية والترويحية والترفيهية والهوايات.
- تحقيق إشباع الحاجات النفسية للأطفال في هذه المرحلة.
- الحرص على تهيئة الجو النفسي والاجتماعي والسوي والخالي من التوتر المحيط بالطفل.
- تعويد الطفل على تحمل المسؤولية في نظافته الشخصية وحسن المظهر، وارتداء ملابسه وتنمية نضجه الاجتماعي.
- تعويد الطفل على مبادئ النظام واحترام الآخرين.
- إدماج الطفل في الجماعات الرياضية والاجتماعية والثقافية في المدرسة.
- إكسابه مهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعي مع الأقران والكبار.
- تشجيع الهوايات الشخصية للأطفال وتنميتها؛ كالرسم، والغناء، والموسيقى، والأشغال اليدوية والتمثيل.
- الإجابة الصريحة للأطفال عن الأسئلة المرتبطة بالنواحي الجنسية بما يتسق مع سن الطفل.
- إكسابه قواعد الآداب العامة والعادات والتقاليد والأعراف.
- تعلم المهارات الجسمية اللازمة للألعاب، وتنويع الأنشطة الرياضية للأطفال في هذه المرحلة بين الجري والتسلق والقفز والزحف ولعب الكرة والرمي ...إلخ
- تنمية مهارات اللعب الجماعي مع الأقران.
- تعويد الطفل على صداقات أقرانه وتشجيعه على اتساع شبكة علاقاته الاجتماعية.
- إبعاد الطفل عن مشاهدة نماذج العدوان وأفلام العنف؛ حيث إنّ ذلك يزيد من سلوكه العدواني والتوحد معها وتقمص هذه الشخصيات العنيفة والعدوانية.
- تنمية مهارات القراءة للقصص ومجلات الأطفال الهادفة.
التعامل التربوي في مرحلة الطفولة المتأخرة
وهي تختص بالأطفال ما بين التسع والاثنتي عشرة سنة.
- الاهتمام بالتغذية المتكاملة في هذه المرحلة، ومراعاة الاهتمام بالصحة العامة والنشاط الرياضي.
- تنمية الميول والاهتمامات والمواهب وتشجيعها من خلال الأنشطة المدرسية والأسرة والنادي.
- العمل على توسيع الاهتمامات العقلية وتنمية حب الاستطلاع لدى الأطفال في هذه المرحلة.
- أهمية وفائدة إشباع الحاجات النفسية للأطفال في هذه المرحلة.
- تنمية احترام الكبار والأقران والآخرين.
- تدريب الطفل على ممارسة الألعاب الرياضية والهوايات المختلفة، وتنمية الاتجاهات النفسية للأطفال نحو المدرسة والمسجد والنادي وكافة المؤسسات الاجتماعية والجماعات في المجتمع.
- دمج الأطفال في بوتقة الجماعات المدرسية المختلفة.
- تعويد الطفل على روح الإيثار والبعد عن الأنانية والنرجسية وحب الذات، وتعويده على روح التعاون والعمل مع الجماعات والتضحية من أجل الجماعات السوية.
- تنمية روح التنافس الجماعي لا التنافس الفردي بين الأطفال من خلال أنشطة المدرسة الرياضية والثقافية والاجتماعية والترفيهية.
- تنمية الضمير (الأنا الأعلى) عن طريق القدوة الحسنة في السلوك الأسري والمدرسي والاجتماعي من خلال الأنشطة الدينية.
- محاولة الإجابة الصريحة عن المعلومات والأسئلة المرتبطة بالنواحي الجنسية.
لا شك أن التطبيقات التربوية والتعامل التربوي في مرحلة الطفولة بأطوارها، تعمل كموجّه ودليل إرشادي يسترشد به القائمون على إعداد النشء وتربيتهم في المجال النمائي، حتى يسير نمو الفرد النفسي سوياً في كافة مظاهره ومراحله المختلفة.