يمرّ الإنسان ومنذ ولادته إلى حين وفاته بعددٍ من المراحل العمريّة المختلفة، وإنّ لكلّ مرحلةٍ عمريّة سماتها وخصائصها التي تختلف عن الأخرين، فمرحلة الطفولة مثلاً تتطلّب من الأبوين الاهتمام الشّديد بأبنائهم وحسن رعايتهم وتوفير التّغذية السّليمة لهم، أمّا في مرحلة المراهقة فالأمر يختلف، فالتّغييرات الكبيرة و السّريعة في بنيّة الإنسان ونفسيّته في مرحلة المراهقة تستدعي من الأبوين الحرص والحذر الشّديدين في التّعامل مع ابنهما، فالمراهق هو إنسان صعب المراس يريد أن يتمرّد على عادات مجتمعه، كما تتّسم تلك الفترة برغبة المراهق في تغيير حياته وإظهار شخصيّته للنّاس، وفي هذه المرحلة تعتلج في نفس المراهق الكثير من الشّهوات والنّزوات التي تستثيره لتلبيتها وربما جعلته يمارس عادات خاطئة وسلوكيّات يرفضها المجتمع وهنا يحصل التّصادم بين المراهق وأبويه، ويتساءل كثيرٌ من الآباء عن الطرق ووسائل المثلى في التّعامل مع الأبناء المراهقين، والحقيقة أنّ هناك عدّة أساليب نذكر منها:
- الاستماع إلى الأبناء والجلوس إليهم، فالمراهق حينما يشعر باتساع الفجوة بينه وبين أبويه فإنّ ذلك يفاقم المشكلة لديه، بينما إذا وجد المراهق أبويه يستمعان إليه دائماً ويشجّعانه على بثّ همومه ومشاكله تراه يشعر بالرّاحة والانبساط، كما أنّ تعميق لغة الحوار بين الآباء وأبنائهم المراهقين تجعل كلّ طرفٍ يتحاور مع الآخر في ظلّ أجواء إيجابيّة تغمرها المودّة والاحترام.
- التّعامل مع المراهق بعقليّته وتفكيره، فإذا جلس الأباء إلى أبنائهم المراهقين وهم يشعرون باختلاف تفكيرهم لم يستطيعوا فهمهم، بينما يكون إدراك الآباء لما يدور في خلد ابنائهم المراهقين أولى طرق وخطوات فهم ما يدور في عقولهم وبالتّالي تحقيق احسن وأفضل النّتائج التربوية معهم.
- استخدام أساليب التّرغيب والتّرهيب، فالإنسان عموماً يرفض الجانب الواحد من التّربية، بمعنى أنّ من يستخدم التّرهيب والشّدّة في تربية أبنائه لا ينجح في ذلك، وكذلك الحال مع من يستخدم أسلوب التّرغيب والمهادنة فإنّه يفشل في تربيته، والحلّ يكون في استخدام أسلوب التّرغيب والتّرهيب، والعقاب والمكافأة، والإطراء والنّقد ضمن معايير معيّنة واضحة لا تخضع للهوى وهذا يحقّق الأسلوب المتوازن في التّربية فلا إفراط أو تفريط.
- أن يكون الآباء قدوةً لابنائهم المراهق، وإنّ هذا الأمر لهو في غاية الأهمية وفائدة في تربية المراهقين والتّعامل معهم، ذلك بأنّ المراهق ينظر دائماً إلى أبويه على أنّهم قدوة له، وفي أحيان معينة وعندما يريد الاباء تقديم النّصح لأبنائهم في ترك أمرٍ معين قد تكون عبارة الابن لأبيه إنّك يا أبي تفعل ذلك كافية لتدمير صورة الآباء أمام أبنائهم وإفشال جهودهم التّربويّة.