الطفل العصبي
لعلَّ موضوع الطفل العصبي والعنيد وطريقة التعامل معه والسيطرةِ على تصرفاتهِ وانفعالاتهِ يشغل بال الكثير من الأمهاتِ التي تعاني من هذه المشاكل وعيوب في تصرفات أبنائهن ويشعرن بالخَجَلِ والإحراجِ بعدم القدرةِ على التحكُمِ بهذهِ الانفعالاتِ أو تهدئةِ الوضعِ، وبالأخص في المناسباتِ، والزياراتِ، والأسواقِِ، والمحالِ التجاريةِ أوحتى في المنزلِ و الشارعِ، بحيث إنّ الطفل في هذا الوضع يكونُ في حالةِ عصبية عارمة من صراخٍ عالٍ ليستمرَ إلى حد البكاء حيث إنّه لا يستمعُ إلى كلماتِ الأم محاولةً تهدئتهُ. وتعود الما هى اسباب لما يلي:
ما هى اسباب العصبية عند الطفل
- إمّا لأنّ أحد مطالبَهُ لم تُنفذ على الفور، كرغبتهِ في أكل الشوكولاتة في فترة الغداءِ، أو رغبتهِ بشراء الألعاب التي لا تناسب عمره، أو التي لم يضعها والداهُ ضِمن قائمةِ المشترياتِ، أو رغبتهِ في اللعبِ قبل إنجاز فروضه المدرسيةِ وغيرها الكثير كعدم تقبل الآخرين.
- والسبب الآخر يكون؛ لأنّه يريد أن يفعل شيئاً غير مناسب ومُنِعَ عنه كالرسمِ على الجدرانِ، أو تقشير الفواكه بنفسه، أو حمل الأواني الزجاجيةِ الثقيلةِ، أو التسلق إلى أماكن خطرة وغيرها.
لعلّ هذه التصرفات وغيرها تضعُ الأم في موقفٍ محرجٍ أمام نفسها أولاً وأمامَ الآخرين وقد تُعرضها لانتقاداتٍ عدةٍ، ولكن قَبل كل شيء وقبل البحثِ عن الحلولِ لا بدّ الانتباه إلى أنّ الطفل لم يولد هكذا وليسَ هنالِكَ علاقةً جينيةً بهذا التصرف فالطفل ولد كصفحةٍ بيضاء نَخطُ عليها ما نشاء فأولى لنا النظر مُطولاً إلى ما نَفعَلُ وما نَقول أمام هذا الطفل ولو تمعنا جيداً لوجدنا أنّ أغلب ما يقوم به الطفل هو تصرفات مكتسبة.
طرق ووسائل التعامل مع الطفل العصبي
إن الطفل في مرحلةٍ عمريةٍ معينةٍ يالبحث عن الاستقلاليةِ والحريةِ وهذا أمر جيد فيجب التعامل معه بذكاء لتنمية شخصيتهِ ومنحَهُ الشعور بالدفىء والطمأنينةِ، ولعلّ تصرفاته هي فقط لإبراز شخصيتهِ وقراراتهِ، فتعرف على ما هى أنسب الطرق ووسائل للتعامل مع الطفل والتحكم بما يفعل:
- يجب على الأم الجلوس مع طِفلها لأكبَرِ وقتٍ ممكن للتعرُفِ على طباعِهِ من خلالِ مشاهدَةِ أفلام الكرتون معه واللعب مَعَهُ، أو إن لم يتيح الوقت بالجلوس يَجب التحدث مَعَه اثناء القيام بالأعمال المنزلية ليشعر بأهميتهِ وللتعرف على لغة التعبير لدى الطرفين.
- قراءة القصص الخياليةِ أو الدينيةِ والتي يكون فيها طابع التعبير اللفظي والحسي وهذا ينمي الطاقة الإيجابية لدى الطفل.
- محاولة سَيطرة الأم على ألفاظها وتصرافاتها أمام الطفل وعند سؤال الطفل لها يَجِبُ عليها أن تفتح له باب النقاش ليتعلم هذا الأسلوب.
- تعليم الطفل المسؤولية وذلك للحفاظ على العابه وممتلكاته وأغراض المنزل من خلال شَرح الأم لهُ أن هنالك جُهد تم بذله لشراء هذه الألعاب وغيرها.
- تعليم الطفل حب مساعدةِ الآخرين والثناء عليه فهذا يمنحه شخصيه قويه ومحبوبة.
- المساعدة في المنزل من تنضيف وتَرتيب فهذا يَجعل له لَمسه في المنزل.
- الوعود وتنفيذها، فيجب الصدق في تنفيذ الوعود.
- عند الذهاب للتسوق يَجب اولاً إخبار الطفل بالمشتريات ومنحَهُ فرصة لشراء لعبة واحدة فقط أو القول له لفظياً أنه سيتم شراء اللعبة التي يريدها في توقيت معين وتحديد اليوم فهذا يمنحه شيء من الجدية بالوعد.
- عند قيام الطفل بشيء جيد يجب الثناء عليه وإخبار الآخرين بما فعل.
- إذا أراد الطفل شراء شيء غير مناسب واصَرَ على ذلك يجب على الأم عدم الاستماعِ له بتلبيةِ طلبهِ فهذا يجعلهُ يكرر هذا التصرف في كل مرةٍ يريد شيئاً.
- الاعتذار، والشكر وذلك بتعليم الطفل الاعتذار عند الإسائةِ، والشكر عند العطاء وهذا بتطبيقه على تصرفاتنا اليومية أولاً.
- العقاب، يجب أن لا يكون العقاب بحرمانه من أشياءً أساسية كالطعام مثلاً فيجب حرمانه من أشياء يحبها كألعابه ولكن لفترة محددة، أو جعله يجلس في مكان لوحده لدقائق معدوده ليراجع تصرفاته بنفسه. لنتذكر أنّ أطفالنا هبة من عند الله يجب الحفاظ عليها.