مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة من أكثر المراحل الحرجة في حياة الإنسان، لما يتعرض له من تغيرات ذهنية وفكرية وجسمانية وهرمونية، وتكمن خطورتها في تحديد ميول واتجاهات الإنسان المستقبلية، ونمط الحياة الذي سوف يطبقه في جميع مجالات حياته، فهو يتعرّض لكثير من المؤثّرات الخارجية والداخلية، والتي تؤدي إلى إكسابه السلوكيات والنهج الذي سوف يبدأ به مخطط حياته.
في هذه المرحلة يبدأ الصراع بين الأبناء والآباء، فكل منهما يتّجه باتّجاه مختلف عن الآخر، فالأبناء في مرحلة المراهقة يميلون إلى إظهار وإثبات شخصيتهم أمام الجميع، سواء كان ذلك بإتباعه سلوكيات صحيحة أم خاطئة، والآباء يريدون تربيته تربية صحيحة وبعدية عن المشاكل وعيوب والعقبات التي قد يتعرض لها في حياته وخاصة في هذه المرحلة الحرجة، لذلك يجب أن يكون لدى الآباء علم ودراية بطريقة التعامل بالطريقة الصحيحة مع أبنائهم في مرحلة المراهقة.
طرق وخطوات التعامل مع المراهق
هنالك الكثير من الطرق وخطوات التي يجب على الآباء إتباعها، لمعرفة طريقة التعامل مع أبنائهم في مرحلة المراهقة وهي:
- إيجاد علاقة بين المراهق وذويه تقوم على أساس التفاهم والصداقة بينهم، من خلال التقرب إلى المراهق والحديث والنقاش معه في جميع القضايا التي تثير اهتمامه وتشغل أفكاره، لكي يشعر بالأمن والطمأنينة التي تمكنه من قول كل ما بداخله لأمه أو أبيه، والعمل على تشجيعه في الحالات التي تكون أفكاره إيجابية وتحقق أشياء مفيدة، وردعه وتصحيحه في الحالات التي يكون فيها تفكيره سلبي وخاطئ.
- إعطائه الفرصة للحديث والنقاش بكل قوة في الأحاديث العائلية والأسرية؛ لأنّها تعمل على تعزيز ثقته بنفسه، وتمكنه من التعبير عما بداخله بكل سهولة وأريحية، وتجنب قمعه أو منعه من المشاركة في هذه الأحاديث؛ لأنّها تجعل منه شخص منطوٍ على نفسه وغير قادر عن التعبير عما يجول في خاطره.
- زرع حب الدين والالتزام بالطاعات في داخل قلب المراهق، لكي يصبح على قناعة تامة بأن الدين والإيمان بالله تعالى هو الملجأ الوحيد له للحصول على الراحة والطمأنينة في حياته، وأنّه الرادع له في الحالات التي يفكر بها في اتّباع السلوكيات الخاطئة.
- تنمية مواهب وقدرات المراهق وتشجعيه على القيام بها، لما لها من أهمية وفائدة في عمل أشياء تعود عليه بالنفع والفائدة، وتشغله عن الانحراف إلى القيام بالسلوكيات والعادات الخاطئة في حياته.
- تجنّب التعامل مع المراهق بطريقة مختلفة عن إخوانه، وذلك لتجنّب أن يشعر المراهق بأن أحد إخوته احسن وأفضل منه في اى مجال من مجالات حياته؛ لأنّ ذلك ينمي الحقد والكراهية في داخل المراهق.
- تجنّب التعامل معه بطريقة اللوم والعتاب على كل سلوك يقوم به.
- مشاورته وأخذ رأيه في الكثير من الأمور التي تتعلق بالعائلة، لكي يشعر بأهميته وأهمية وفائدة رأيه، وبالتالي تعزيز ثقته بنفسه.