العسل
العسل هو منتج من رحيق النباتات يتم إنتاجه عن طريق النحل (2)، ويحتل العسل مكانة هامة في تغذية الإنسان منذ القدم، حيث استعملته العديد من الحضارات القديمة في الأغراض العلاجية، حيث إنّه يحتل مكاناً هامّاً في طب الأيورفيدا الهندي، والطب الصيني، والإغريقي، والمصري القديم، والإسلامي (1)، وهو يحتل مكانة مميزة عند المسلمين نظراً لذكر فضله في القرآن الكريم والسنة النبوية (3)، ويحتوي العسل أكثر من 200 مادة، وبشكل رئيسيّ يتكوّن من الماء، وسكر الفركتوز، وسكر الجلوكوز، وسكريات الفركتوز قليلة التعدّد، وبعض الأحماض الأمينية، والفيتامينات، والمعادن، كما أنه يحتوي على عدد كبير من مضادات الأكسدة، بالإضافة إلى أنه يحمل خصائص مُضادّة للبكتيريا، الأمر الذي يُكسبه العديد من الخواص العلاجية.
يتميّز العسل بما يحمله من فوائد صحية وعلاجية كثيرة، وهو لا يزال مستخدماً من قبل الكثيرين لأغراض علاجية، تشمل بعض مشاكل وعيوب المعدة، مثل الإسهال والقرحة (2)، وسنتحدث في هذا المقال عن فوائد العسل في اضطرابات ومشاكل وعيوب المعدة ورأي العلم فيها.
فوائد العسل للمعدة
لتناول العسل الكثير من الفوائد الصحية، منها ما يتعلق بالمعدة والجهاز الهضمي، ومنها ما يتعدّى ذلك ليفيد مريض السكري، ويُخفّف الكحة (2)، ويساعد في علاج و دواء بعض مشاكل وعيوب العيون، ويُحسّن من الأداء الرياضي، ويُقلّل من خطر الإصابة ببعض أمراض القلب والشرايين وعوامل خطورتها، ومقاومة السرطان، وغيرها من الفوائد المتعددة التي وجدتها الأبحاث العلمية (1).
أما عند الحديث عن فوائد العسل للمعدة فيجدر ذكر أن أحد أهم استخدامات العسل العلاجية، والتي أُثبتت بالدراسات العلمية، هو قدرته على شفاء الجروح بأنواعها، ومساعدة الجلد في إعادة بناء الأغشية، سواء كانت داخلية أو خارجية، وتقليل الوقت الذي يحتاجه الجرح للشفاء (1)، فقد وجد للعسل أو الضمادات المُحمّلة بالعسل القدرة على تسريع شفاء الجروح (2)، ومن هذا التأثير ونتائج وخواصه المضادة للبكتيريا والميكروبات تنبع قدرة العسل على علاج و دواء العديد من مشاكل وعيوب المعدة، حيث وجدت الدراسات دوراً للعسل في الوقاية والعلاج و دواء في العديد من المشاكل وعيوب والأمراض التي تصيب المعدة، مثل التهاب المعدة (Gastritis) والتهاب المعدة والأمعاء البكتيري (Gastroenteritis)، كما وُجِد أنه يساهم في علاج و دواء القرحة التي تنتج عن البكتيريا والروتافيروس (Rotavirus)، ووُجِد أنه يحارب البكتيريا الملوية البابية (Helecobacter pylori) التي تسبب القرحة.
يعتبر العسل مضادّاً للالتهابات، ويعمل على تسكين الآلام في الجسم بشكل عام، ولكنّه يتميّز عن الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب بأنه لا يُسبّب أعراضاً جانبيةً تؤثّر سلباً على خلايا المعدة، كما وجدت دراسة أن تناول العسل يمنع تقرّحات المعدة التي يُسبّبها عقار (Indomethacin) وهو دواء غير ستيرويدي مضاد للالتهاب، كما وُجِد أن العسل يخفف من القرح التي يسببها كحول الإيثانول، وقد يكون فعّالاً في علاج و دواء القرحة المعدية بدرجات مقاربة لدواء (Sucralfate) المستخدم في علاج و دواء قرحات المعدة والإثنى عشر (1).
بعض الخواص الفيزيائية للعسل الطبيعي
للعسل خواصّ مميّزة يختلف فيها عن غيره، وعن العسل غير الطبيعيّ أيضاً، ومن هذه الخصائص ما يأتي:
- العسل الطبيعي الطازج له قوام سائل كثيف، وتختلف كثافته ولزوجته من نوع لآخر باختلاف المواد المكونة له وخاصة نسبة الماء فيه (1).
- يختلف لون العسل الطبيعي من اللون الفاتح الشفاف إلى اللون الكهرماني أو الأسود، بحيث أن أنواع العسل المختلفة تأخذ جميع درجات اللون الأصفر والكهرماني (1).
- يصبح لون العسل أفتح عندما يتبلور (1).
- العسل الطبيعي قادر على امتصاص الرطوبة من الجو المحيط الذي تشكل نسبة الرطوبة فيه نسبة أعلى من 60% (1).
المراجع
(1) بتصرّف عن مقال Eteraf-Oskouei T. and Najafi M. (2013) Traditional and Modern Uses of Natural Honey in Human Diseases: A Review Iranian Journal of Basic Medical Sciences/ 16/ 6/ Pages 731-742.
(2) بتصرّف عن مقال WebMD/ Honey/ 2009/ www.webmd.com/vitamins-supplements/ingredientmono-738-honey.aspx?activeingredientid=738.
(3) بتصرّف عن مقال مركز الفتوى/ إسلام ويب/ الآيات التي ذكر فيها العسل وفوائده/ 2008/ fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=115629.