ان الله عز وجل شرع لنا حقوقا كثيرة وساعدنا في الحصول عليها بكرمه وفضله ومنته وكما لنا حقوق فان علينا ايضا واجبات وكما اننا نحب ان نحظى بحقوقنا فعلينا ايضا ان نقوم بواجباتنا حتى لا يختل التوازن ونكون ممن فاز بما احب وهي رحمة الله وجنته ان الحقوق والواجبات التي علينا هي كثيرة واتيانها ليس بالأمر السهل ولكنها سهلة وميسرة على من احبه الله وسهلها عليه .من ببن هذه الحقوق هي حق الجا على الجار .فلو سالت نفسك اخي الكريم من هو الجار فالإجابة لا بد وان تكون ان الجار هو كل انسا يجاورك ،في مسكنك ،في عملك ... وهكذا وصانا الله عز وجل في عديد من الآيات الكريمة على الجار القريب والبعيد ولكن الله خص الجار القريب اكثر ويرجع ذلك الا ان الجار القريب هو المغيث والمساعد وقت الازمات والكروب والمصائب وهو ايضا الصديق والقريب والحبيب المشارك لك في كل امور حياتك ، فلو نظرنا حق النظر لوجدنا ان الجار يتشارك معنا في اقل الامور في حياتنا واكثر من اقربائنا ، وهذا ما يجعله قريب الى قلوبنا وحبيب وصديق .
ولعل الكثير من المواقف في الحياة تظهر ان الاغلب يجهل حقوق جاره عليه وتحدث بينهم المشاكل وعيوب الكثيرة بالرغم من انهم يحبون بعضهم بشدة ولا يستطيعون الاستغناء عن بعض بل يكونوا عائلة واحدة دون مفرق بينهم ، لذا يجب كل منهم معرفة حقه على الاخر وواجبه . في ظل التكنولوجيا الحديثة والتطور في الحياة ، اصبح الوعي اقل وذلك لان الناس قل اهتماهم بأمور حياتهم كأجدادهم ، فاصبحوا يطبقون قوانين الالكترونيات على الحياة ، وهذا ما ادى الى ظهور كم هائل من المشاكل وعيوب . لذا وجب علينا الرجوع الى الاسلام الحنيف والى تقاليد اجدادنا وعاداتهم في هذا الامر ، ولعل من ابرز ما يظهر في حق الجار على جاره انه يحترم جاره ويحترم حريته الشخصية ، ولا يتدخل في خصوصياته فكل حياته الخاصة ، وافكاره وحريته فلا يعتدي على حريته الاخرين ولا يفرض رايا عليه ، وكذلك فحق اكرام الجار واجب فاذا لم تكن العلاقة مبنيه على الاكرام لن تقام ولن تكمل ، فجارنا كأحد افراد عائلتنا واجب علينا اكرامه وحسن استقباله واستضافته . والاحسان الى الجار مفهوم وتعريف ومعنى يندرج تحته الكثير من القيم ، فلكي يتحقق هذا الغرض هناك كثير من الامور التي يجب اتباعها ، فلو تهادينا الطعام بيننا ، فنحن بذلك ننشر الحب والامن ، ولو تبادلنا الزيات قوينا العلاقات وعمقناها بيننا ،والسماح لجارنا بفعل الامور التي لا تؤذينا في منطقة ملكنا ، فهذا كله يلعب دورا فعالا في المحبة والتالف . لم يشترط في الاسلام ان يكن جارك مسلما لكي تحبه وتعاشره وتحترمه ، ولم يكن شرطا ان يكن بينكم التفاهم والتالف ، فحق الاحترام واجب في اي حال واي ظرف مهما كان . فالجار هو الصديق والحبيب ورفيق العمر ، فحافظ عليه واحسن اليه لتنعم بحياة ملؤها الهدوء والطمأنينة والراحة .