جاء الدين الإسلامي مبيناً وموضحاً لأمور الدين والدنيا ، وجاء ليحقق التكافل الاجتماعي بين الناس والحد من الشحناء والبغضاء التي قد تتولد ما بين الناس ، وكان أكثر حرص الإسلام على نشر الإخاء بين الناس ، كما أنه حاول أن يخلق مجتمع متماسك كيد واحدة ، ولذلك جاء الإسلام ليبين حقوق المسلمين على بعضهم البعض ، كما أن حقوق المسلمين على بعضهم البعض منها تعرف ما هو حقوق ومنها تعرف ما هو واجبات ومنها تعرف ما هو مستحب ومنها تعرف ما هو سنن ، ولكن حرص الإسلام على فعلها جميعها من أجل الحد من الكراهية التي قد تتولد بين المسلمين والتي تلعبب دوراً مهماً وخطيراً في القضاء على التكافل الاجتماعي الإسلامي بين الناس .
قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ( حق المسلم على المسلم خمس ، رد السلام ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، إجابة الدعوة ، تشميت العاطس ) وقد ذهب العلماء والفقهاء إلى أن حقوق المسلمين على بعضهم البعض منها تعرف ما هو فرض عين ، أي أن من يتركها يؤثم ، ومنها تعرف ما هو مستحب غير واجب ، أي يثاب فاعلها ولكن لا يؤثم تاركها .
سنتناول الحديث عنها بالتفصيل ، حيث أن حق رد السلام ذهب العلماء إلى أنه واجب على كل شخص من الأشخاص المسلمين ، أما إذا كان واحد على جماعة فيكون على كل فرد في الجماعة فرض كفاية ، بمعنى إذا رد أحد السلام على مجموعة ورد شخص من المجموعة عليه السلام ، سقط الإثم عن البقية من المجموعة ، أما حقوق عيادة المريض و تشييع الجنازة فذهب العلماء إلى أنها فرض كفاية أي أنها لا تكون واجبة على كل شخص في المجتمع ، وإنما يكتفي أن يقوم بها بعض الأفراد لتسقط عن البقية .
كما أن الإستجابة لدعوة شخص فيكون مستحب على المسلم أن يقبل دهوة أخيه المسلم ، ولكن إن كان هناك عذر لا يسمح بالذهاب فبإمكانه أن يقوم بالاعتذار لاخيه المسلم عن الحضور مع الاستسماح منه بكلمة طيبة، ولكن كان هناك اختلاف بين العلماء والفقهاء على مشروعية تشميت العاطس ، حيث أن الشافعية قالت بأنه سنة ، ولكن الحنابلة والحنفية ذهبوا إلى وجوب فعل ذلك ، أما المالكي فصرح بأنه فرض كفاية يسقط عن الكل إذا قام به شخص من الجماعة .
كما أن تقديم النصائح بين المسلمين فذهب العلماء إلى أنها فرض كفاية ، أي أنه يكفي أن يقوم بها شخص من الجمعة لتسقط عنهم ، وذلك مراعاة لمشاعر من يتم نصحه ، فقد يشعر الانسان بالحرج والضيق إذا قام كل شخص في المجتمع بانتقاده وتقديم النصيحة له .
