من الأمور التي انتشرت في مجتمعاتنا انتشار النّار في الهشيم قضيّة السّفور ، فكثيراً ما نشاهد في طرقاتنا و جامعاتنا و مؤسساتنا فتياتٍ نزعوا عن أنفسهن لباس الحشمة و العفاف ، ليخرجوا كاسياتٍ عارياتٍ يلبسون ما حرّم الله من الثّياب التي لا تستر عوراتهن ، فأصبحت الفتاة بهذا الشّكل كسلعةٍ ترقبها الأعين من كلّ جانبٍ و تنهش عفّتها ، و لا شكّ بأنّ الفتاة بفعلها هذا تسيء لنفسها و لمجتمعها ، فهي بعدم لبسها الحجاب الشّرعي و سفورها تنقص من قيمة نفسها و من قيمة المرأة عموماً التي كرّمها الله سبحانه و أعطاها جميع حقوقها ، بل و صانها من الأعين و الأنفس المريضة ، فالفتاة في الإسلام هي درّةٌ و جوهرةٌ لا يحلّ لأحدٍ لمسها أو النّظر إلى مفاتنها إلا من أحلّ له ذلك ، و الفتاة بسفورها كذلك تسيء إلى مجتمعها حيث أنّها تساهم في إشاعة الفحشاء و المنكر بين المجتمع ، و حثّ الشّباب على ارتكاب الزّنا المحرّم ، فالفتاة بفعلها هذا تستثير غرائز الشّباب و تحرّكها .
و قد ساهمت الحركات التي ادعت الخروج لنصرة المرأة و تحريرها ، في سفور النّساء و حثّهم على ترك الحجاب الذي افترضه الله عليهم ، و لا شكّ بأنّ هذه الدّعوات ساهمت في تخريب عقول كثيرٍ من الفتيات ، و حرفهم عن دينهم و عقيدتهم التي أمرتهم بالحجاب و السّترة ، فكيف للمسلم اقناع و ماسك فتاة بالحجاب ؟ .
يجب أن يدرك الدّاعي إلى الخير و المعروف أنّ الدّعوة إلى الله تكون دائماً بالحكمة و الموعظة الحسنة ، فعلى النّاصح للفتاة أنّ يبيّن لها فرضيّة الحجاب في الإسلام ، حيث وردت آياتٌ في القرآن الكريم تدلّ على فرضيّته ، حيث قال تعالى ( يا أيّها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهنّ ، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) ، و قوله تعالى ( و ليضربن بخمرهن على جيوبهنّ و لا يبدين زينتهنّ إلا ما ظهر منها ) ، و أن يبيّن لها حكمة التّشريع في فرض الحجاب على المرأة المسلمة و كيف كانت نساء السّلف الصالح يخرجون باللباس الشّرعي الذي يرضي الله سبحانه و تعالى .