الإسلام
جاء الإسلامُ بشريعةٍ شاملةٍ ووافيةٍ لم تترك جانباً من جوانب الدُنيا والآخرة إلا وآتتهُ نصيباً وافراً من الأمر، فنرى الإسلام قد تعرّض لحياة الناس العامّة والخاصة ونظمَ شؤونهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض من خلال النظام الاجتماعيّ الإسلاميّ.
أوجدَ حُلولاً جذريّة للاقتصاد من خلال القانون الإسلاميّ المُرتكز على توزيع الثروة بعدالة ليضمنَ عدمَ اختزالها بيد الأغنياء دونَ الفُقراء، فلا يجوعُ جائعٌ في أرض الإسلام بتُخمةِ غنيّ وشرهه، فنرى الإسلام قد ألغى الربا وركّزَ على أهمية وفائدة البيع، وكذلك فرضَ الزكاة في أموال الأغنياء لتُصرف في وجوهها الشرعيّة.
نظّمت الشريعةُ الإسلاميّة العلاقاتِ الدوليّة وهذا كُلّهُ من شمولية الإسلام، وما ننوي التطرّق إليهِ في هذا المقال هوَ ما يخُصّ اهتمام الإسلام بصحة الإنسان.
اهتمام الإسلام بالصحّة
كثيرةٌ هيَ الأدلّة التي توضّح اهتمام الإسلام بالصحّة، وذلكَ لأنَّ حِفظَ النفس من ضرورات الإسلام التي يُركّزُ عليها، وسنبيّن تالياً بعضَ الأمثلة على العلاقة بينَ الإسلام والصحّة، وهي كالتالي:
الصلاة
تقومُ الصلاة بالإضافة لكونها عبادة روحيّة بدورٍ صحيّ يتمثّل في أوقاتها الخمسة يوميّاً، والتي تقتضي الحركة للذهاب إلى المسجد، وتتضمن حركات تعمل من خلال الخُشوع القلبيّ على الاسترخاء والطمأنينة وتحقيق الاستقرار النفسيّ والوجدانيّ، ومن أركان الصلاة الاطمئنان بين حركات الصلاة وهذا الاطمئنان يُعطي الراحة للمصلّي بلا شكّ.
الصيام
صوموا تصحّوا، فهُناكَ ارتباط بين الصحّة الجسديّة وبين الصيام من خلال استراحة الإمساك عن الطعام والشراب خلال شهرٍ كامل وهوَ شهرُ رمضان، وهذا الشهر بمثابة نُقطة نِظام للجسد وتهذيب للروح وضبط النفس والشهوات.
تحريم ما يضرّ بصحة الإنسان
من أكبر الأمثلة على اهتمام الإسلام بالصحة الجسديّة تحريمهُ للخمر الذي أثبت الطبّ بشكلٍ لا يقبل الجدل خُطورته على الإنسان من حيث الأمراض التي تنتشر بسبب هذا المشروب الخبيث.
كما أنَّ الخمر يُذهب العقل الذي هوَ مصدر الوعي والإدراك، حيث إذا غابَ الحسّ عن الإنسان رُبّما ألحقَ الضرر بنفسه وبمن هُم حوله، فكم من الجرائم والقتل والحوادث التي كانَ سببها شخصاً مخموراً أفسدَ حياته وحياةَ غيره بخمره، ويدخل في باب التحريم كُلّ ما يُلحقُ الضرر بحياة الإنسان كالتدخين مثلاً الذي يُجمعُ فقهاء الأمّة على أنّهُ حرامٌ شرعاً لتسببه في أمراض الرئة وغيرها.
كما اهتمّ الإسلام بالصحةِ الشخصيّة للإنسان فنراهُ قد اهتمّ بالصحة العامّة، ونذكر مِثالاً على ذلك نهي النبيّ عليهِ الصلاة والسلام بالدخول إلى أرض ظهرَ فيها الطاعون أو الخُروج منها، وهذهِ سابقةٌ لم يصل إليها أحد إلا مُتأخراً بوجوب الحجر الصحيّ على الأمراض المُعدية والفتّاكة وهذا دليل الوحي وصدق الرسالة الإسلاميّة، ونصّ الحديث كما في صحيح البخاريّ :حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت إبراهيم بن سعد قال سمعت أسامة بن زيد يحدث سعداً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، فقلت، أنت سمعته يحدث سعداً ولا ينكره؟ قال: نعم.