جدول المحتويات
الإخلاص في العمل
من الظواهر التي انتشرت في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بشكل كبير ظاهرة الغش في العمل وعدم وجود الإخلاص فيه، فترى أحدنا إذا تعطل عنده شيء من الأدوات الكهربائية أو المنزلية صعب عليه التوجه إلى أي مصلح بسبب قلة الأمانة عند كثير من المصلحين، وأرباب الصناعات المختلفة وعدم إخلاصهم في أعمالهم.
لا شك بأن هذا الأمر سبّب العنت والمشقة لكثير من الناس، كما هو سبب لآخرين خسائر مادية بسبب تعطل أجهزتهم أو عدم تصليحها بالشكل المناسب، ولا شك بأن هذه الظواهر الاجتماعية تدل على ضعف الجانب الأخلاقي والوازع الديني لدى الكثيرين من الناس، مما جعلهم يستهينون في مسألة الأمانة والإخلاص في العمل، فتعرف ما هو المنهج الذي يؤدي إلى الإخلاص في العمل ؟
منهج الإخلاص في العمل
- أن يدرك الإنسان أن عمله هو مما يؤجر عليها ويثاب من عند الله تعالى إذا أداه على وجهه وبإتقان وإخلاص، فالعامل الذي يقوم بعمله وهو لا يستشعر الأجر والثواب من جراء تعبه ونصبه، تراه لا يخلص في عمله ولا يتقن في صنعته، بينما يؤدي المسلم عمله بإخلاص وإتقان وهو يرتجي من ورائه أجراً وثواباً من عند الله تعالى، وفي الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام (من بات كالاً من عمله بات مغفوراً له )، والعمل هو جزء من إعمار الأرض، كما أنه مما يحقق الاستخلاف الشرعي فيها.
- أن يستشعر المسلم في عمله مراقبة الله تعالى له، فالله سبحانه وتعالى مطلع على النفوس ونواياها، فالمسلم تراه يخلص في عمله ليقينه بأن الله تعالى يراه وينتظر منه أن يكون مخلصاً في عمله صادقاً مع الناس، أميناً معهم.
- أن يحرص الإنسان على الصدق وتحريه في معاملاته وتجارته، فالكذب هو أول طريق إلى الغش والتدليس، وإن الصدق هو الحاجز والسد القوي الذي يحول بين الإنسان وبين الكذب والخداع وعدم الإخلاص في العمل، وفي الحديث أن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والإخلاص في العمل بلا شك هو من أنواع البر والخلق الكريم الذي يرضي الله تعالى عن العبد، ويكون من ما هى اسباب الظفر بالجنة والنجاة من النار.