الرق
الرق أو بمسمى آخر العبودية، تعني احتفاظ الإنسان بإنسان آخر كممتلك له، بحيث يكون العبد ملكاً للمالك، وغالباً ما تعكس الصعوبة على الأعمال التي يمارسها العبد، فيتم توكيله بأعمال ووظائف شاقة ليقوم بها، وأيضاً كان بقدرة المالك للعبد بيعه وشراؤه أو إهداؤه لشخص آخر، والرق معروف منذ الزمن القديم ومنذ بداية التاريخ، واشتهر في أمريكا عند اكتشافها للمرة الأولى؛ حيث تم نقل العبيد من قارة أفريقيا للعمل بها.
الرق قبل الإسلام
كان الرق منتشراً بكثرة قبل مجيء الإسلام، وخاصة في البلاد العربية، فالعبودية كانت نظاماً متفشياً في البلاد، وكان الرقيق يولد رقيقاً ويبقى كذلك حتى يموت، على الرغم من أن عتق رقبة الرقيق من مالكه كانت إحدى أساليب النظام، حيث كان الرقيق يعتق لتكفير مالكه عن عمل سيء قام به، ويبقى الرقيق عبداً حتى بعد عتقه، لكن كانت له حرية اختيار المالك الجديد له.
الرق في الإسلام
عندما جاء الإسلام ووجد نظام الرق سائداً في العالم، كان موقفه هو إنهاء قضية الرق، ولكن وكما كان طابع الإسلام وهو التدرج والتسلسل في حل المشاكل، فعالج الإسلام مشكلة الرق في خطوات، فأولاً تم معالجة مصدر الرق؛ أي المكان الرئيس للحصول على الرق وذلك للتخفيف وانقاص ووقف العمل به، ثم تم فرض عتق رقبة الرقيق للتكفير عن ذنب العديد من الأمور التي يقوم بها الإنسان، كالإفطار في رمضان وكفارة لليمين، وأخيراً تم فرض عتق رقبة الرقيق، ومنع الشراء والبيع فيه وامتلاكه.
مارية القبطية
ماريا بنت شمعون القبطية إحدى زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأم ابنه ابراهيم، وكانت إحدى العبيد وجارية عند ملوك مصر، وتم تحريرها عند وصولها إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- كهدية؛ وقبطية نسبة إلى مصر، وقد جاءت مارية القبطية من مصر إلى المدينة المنورة، عند صلح الحديبية، والذي كان في العام السابع بعد الهجرة.
حيث تم الصلح بين المشركين في مكة والرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبدأ الرسول بدعوتهم إلى الإسلام، وأرسل إلى العديد من الملوك في الجزيرة العربية ومصر، ومنهم ملك الإسكندرية المقوقس وإلى نائب الدولة البيزنطية في مصر، وقد رحب القوقس بالدعوة والرسالة التي أرسلها الرسول -عليه السلام- مع أحد أصحابه الموثوقين، وأرسل إلى الرسول بهدايا رداً على رسالته، وكانت هديته جارتين أي عبدتين كان يمتلكهما الملك، وهما مارية القبطية وأختها سيرين، واختار الرسول مارية ليتزوجها، ومنح أختها لحسان بن ثابت، ومن الهدايا الأخرى مثقال ذهبٍ وعشرين ثوباً.