تمرُّ المرأة الحامل خلال فترة حملها بمرحلة عجيبة من المشاعر المختلطة، فهي على درجةٍ عالية من كل المشاعر الإنسانية؛ كلّها مجتمعة معاً في آنٍ واحد، فهي تحيا في سعادةٍ غامرة كونها ستُصبِحُ أماً بعد فترة وجيزة، تشعر بالقلق من التغيُّرات التي ستُصيب جسدها أثناء فترة الحمل؛ تشعر بالخوف على حياة طفلها الذي يتكوَّنُ في أحشائها؛ تشعر بالترقُّب لاقتراب الوقت الموعود وهو وقت الولادة. يختلف نظام حياتها اليومي بشكلٍ جذري مع تغيُّر الهرمونات في جسدها بسبب حدوث الحمل، تقوى عندها حاسة الشم وخصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى؛ وقد تكرهُ ما كانت تحب وتحب ما كانت تكره. ويختلف نوع هذه التغيرات من امرأةٍ إلى أخرى؛ ولكن السعادة والخوف والقلق والترقُّب؛ هي حالات عامة لكل النساء؛ ولا سبيل لفصلها عن حياتهم في هذه المرحلة من حياتهن.
إنّ أكثر ما يشغل بال المرأة أثناء فترة حملها؛ هو الموعد الذي هي فيه الآن؛ أي في اى شهرٍ أو أي أسبوع، وكذلك موعد الولادة المتوقَّع. فتحسب المرأة لكل يومٍ حساب؛ حتى تعرف طريقة التعامل مع حملها في هذه الفترة، ما يجب أن تفعله وما يجب أن تتجنَّبه، كيف تعتني بحملها حتى يكون في صحة تامة؛ ويأتي إلى الدُّنيا في أتم صحة وعافية. تدوم فترة الحمل عند النساء في المتوسط ما يُقارب تسعة أشهر وعشرة أيام، أو أربعون أسبوعاً لمن تُفضِّل احتساب حملها بالأسابيع، وتبدأ فترة احتساب الحمل من تاريخ حدوث الحمل. بالنسبة للنساء الاتي يُفضِّلن احتساب حملهنَّ بالأشهر؛ فيجب أن يُراعين اختلاف عدد الأيام بين الأشهر، فشهر الحمل عبارة عن ثلاثين يوماً، أي أنه لو حملت المرأة في الأول من شهر يوليو / تموز، فيكون تمام الشهر الأول في اليوم الثلاثين من ذلك الشهر، واليوم الحادي والثلاثون هو أو أيام حملها في شهره الثاني، ويتنهي الشهر الثاني في اليوم التاسع والعشرين من شهر آب / أُغسطس؛ حيث يكون اليوم الثلاثون هو اليوم الأول في شهر حملها الثالث وهكذا، ويستمرُّ الحساب بنفس الطريقة لمدة تسعة أشهر؛ ثم تزيد عشرة أيام وهي الفترة المتوقَّعة للولادة.
بالنسبة للنساء اللاتي يُفضِّلن احتساب حملهن بالأسابيع، فالطريقة أسهل من سابقتها بكثير، حيث يمكن أن تُحصي عدد أيام حملها؛ ثم تقوم بقسمة الناتج على سبعة (7)، فيكون الناتج هو أسبوع الحمل؛ والكُسور هي عدد الأيام في ذلك الأسبوع. فمثلاً، لو أحصَت المراة أيام حملها بأنها 37 يوماً؛ فإن 37 ÷ 7 = 5.2 أسبوع، أي أنها في الربع الأول من الأسبوع السابع لحملها، ويمكن أن تعرف عدد الأيام إما باحتساب الكُسور؛ أو بما أنها تعرف تحديداً يوم بدء حملها؛ فيمكنها ان تعرف عدد اليوم في ذلك الأسبوع، فلو حملت في يوم الإثنين مثلاً؛ فستكون في المِثال السابق في اليوم الثاني من الأسبوع الخامس، لأن أقرب عدد يقبل القسمة الصحيحة على 7 هو 35، فهي الآن في يوم الأربعاء؛ اليوم الثاني من الأسبوع الخامس. ويمكن أن تطرحَ هذا الرقم من إجمالي أسابيع الحمل الأربعون؛ فيكون الناتج عدد الأسابيع المتبقِّية حتى موعد الولادة، وفي هذا المثال يكون 40 – 5 = 35 أسبوعاً تقريباً.
