حمداً لله خالق الكون، أنزل على عبده محمد بن عبد الله كتاباً قويماً، تبياناً لكل شيء، وشفاءً لما في الصدور، وهدى للمؤمنين ورحمة.
تعهد الله بحفظ القرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
وقد شرع الله - عز وجل - لتلاوته كييفية مخصوصة، هي التي أمر بها نبيه، حيث قال: "ورتل القرآن ترتيلاً". ومنذ أن نزل هذا الأمر الإلهي والأمة ما بين عالم ومتعلم، يقضون من الوقت أنفسه في تعلم تلاوة كتاب الله تعالى.
ومن الآيات التي وردت تدل على فضل تلاوة القرآن الكريم الكثير، كالآية 20 من سورة المزمل، والآية 121 من سورة البقرة، والآية 29-30 من سورة فاطر. فالمؤمن الذي يحافظ على تلاوة القرآن يكون طيب الباطن والظاهر، ويجد أثر ذلك في خلقه وسلوكه، وفي قوله وعمله. وحث الرسول على تعلّم القرآن وتعليمه.
يوجد العديد من أحكام التلاوة والتجويد لقراءة القرآن المجيد، فعلم التجويد: هو معرفة قواعد وأحكام التجويد، وتطبيقها على تلاوة القرآن الكريم وقراءته. فقد قال تعالى:" ورتل القرآن ترتيلاً".
ويتناول من حيث الموضوع: كلمات وعبارات القرآن الكريم من حيث إخراج كل حرف من مخرجه، وإعطائه حقه ومستحقه من الصفات.
أما ثمرته: فتهذيب الألفاظ، وتقويم اللسان، وصونه عن اللحن في ألفاظ القرآن الكريم.
منها أحكام النون الساكنة أو الميم الساكنة والتنوين . وفي هذا المقال، سنتناول أحكام الميم الساكنة.
الميم الساكنة: هي الميم الخالية من الحركة، والتي سكونها ثابت في الوصل والوقف، نحو: (أنعمت). فخرج بقولنا الخالية من الحركة الميم المتحركة، نحو: (مالك يوم الدين)، وخرج بقولنا التي سكونها ثابت في الوصل والوقف الميم الساكنة التي حُركت تخلصاً من التقاء ساكنين، نحو: (وأنتم الأعلون)، والميم التي سكونها ثابت في الوقف فقط، نحو: (عليم حكيم).
وللميمم الساكنة باعتبار ما يأتي بعدها من حروف الهجاء ثلاثة أحكام، وهي: الإدغام والإخفاء والإظهار.
أولاً: الإدغام الشفوي: وله حرف واحد وهو الميم، فإذا وقعت الميم المتحركة بعد الميم الساكنة، وذلك نحو: (إن كنتم مؤمنين)، وجب الإدغام بغنة بمقدار حركتين، فينطق بالميم الثانية مشددة، هكذا "إن كنتمؤمنين" ، ويُسمى إدغاماً شفوياً؛ لخروج الميم من الشفتين، ويُسمى أيضاً إدغام مثلين، أو متماثلين صغير بغنة. فقولنا إدغاماً ؛ لإدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة، وقولنا مثلين ؛ لأن الميم تدغم في مثيلتها مخرجاً وصفة، وقولنا صغير ؛ لأن الحرف الأول ساكن والثاني متحرك، وسبب الإدغام: هو التماثل بين الميم والميم. ويكون أيضاً بين فواتح السور.
ثانياً: الإخفاء الشفوي: وله حرف واحد هو الباء، فإذا وقع الباء بعد الميم الساكن - ولا يكون ذلك إلا في كلمتين - أخفيت الميم بغنة، ويُسمى إخفاء شفوياً ؛ لأن الميم والباء يخرجان من الشفتين.
ثالثاً: الإظهار الشفوي: وله ستة وعشرون حرفاً، وهي المتبقية من حروف الهجاء بعد الميم والباء. فإذا وقع أي منها بعد الميم الساكنة وجب الإظهار ويُسمى شفوياً.