نشأته
هو قارئ مصري وأحد أعلام وأئمة قراءة القرآن الكريم في العالم الإسلامي، ولد في مصر، في مدينة سوهاج بالصعيد، يتميز بأسلوبه المتميز في القراءة والذي يضفي عليه لمسته الحزينة في التلاوة، ولعل هذا يعود لترعرعه ونشأته في ظل أسرة قرآنية محافظة، فأبوه هو الشيخ صديق المنشاوي، والذي يعود له الفضل بعد الله في تعليم القارئ محمد المنشاوي -ابنه- فن قراءة وتلاوة آيات القرآن الحكيم، وبهذا قام الشيخ صديق المنشاوي وضع بها "المدرسة المنشاوية"، ومنها أخذ الشيخ القارئ أسلوبه، ومنه استقى فنه في القراءة، وكان لصوته الخاشع أكبر الأثر في ذلك، هذا ويذكر أنّ الشيخ محمد صديق المنشاوي قد لقب بـ"الصوت الباكي". ذاع صيت هذا الشيخ القارئ في أصقاع المعمورة، وكذلك فهو يجيد مقامات القراءة، إضافة لعذوبة صوته وجماله، وله تسجيل كامل للقرآن الكريم بصوته، إضافةً لتسجيلات المسجد الأقصى وسوريا وغيرها من البلدان. وقد اشترك هو والقارئين كامل البهتيمي، وفؤاد العروسي، بتسجيل قراءة مشتركة فيما بينهم، وكانت هذه القراءة برواية الدوري، وصوته وقراءاته ما زالت حية إلى يومنا هذا، تشق طريقها إلى الأسماع في شتى مناطق العالم الإسلامي.
عائلته
تزوج مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهي تؤدي مناسك الحج قبل وفاته بعام.
محاولة قتله بالسم
قام بعض الحاقدين على الشيخ بدعوته لتناول طعام العشاء بعد سهرة تلاوة للقرآن الكريم، وجعلوا الطباخ الخاص أن يضع السم للشيخ في الطعام؛ للتخلص والقضاء عليه ، ولكن ضمير ذاك الطباخ استيقظ وذهب إلى الشيخ وأخبره بهذه المكيدة، وطلب منه أن يكتم هذا السر، وعدم إفشاءه؛ خوفًا من فقدان قوت عيشه.القصة كمت رواها الشيخ القارئ قال: أنّه كان ذات مرة مدعوًا إلى تقديم سهرة أي تلاوة ليلية للقرآن الكريم، وبعد انتهاء السهرة، دعاه صاحبها إلى تناول طعام العشاء عنده في المنزل، ولكن الشيخ المنشاوي رفض ذلك، فقام صاحب الدعوة والمنزل بإرسال بعض من أقاربه لإقناع و ماسك الشيخ وحثه على القدوم، فوافق الشيخ على طلبه، وحضر لتناول طعام العشاء عند صاحب المنزل، وقبل البدء في تناول الطعام، أقبل طباخ المنزل إلى الشيخ المنشاوي وهو يرتجف وينتفض، وقال له أن أصحاب المنزل طلبوا منه أن يدس له السم في أحد أطباق الطعام ويقدمه مباشرةً للشيخ، وأخبر الشيخ أنّ ضميره استيقظ في اللحظة الأخيرة، وجاء ليخبره بهذا، ووصف له شكل ونوع الطبق المسمم، وطلب منه أن يكتم هذا الأمر، وأن لا يقول شيئًا؛ حفاظًا على قوته، وحتى لا يقوم أهل المنزل بطرده، ففعل هذا الشيخ، وعندما جاء الطباخ بالطبق المسمم ودفعه إلى الشيخ المنشاوي، عرفه كما وصفه له الطباخ، فاعتذر لأصحاب المنزل عن تناول المزيد من الطعام، فأخذوا يحلفونه ويقسموا عليه ليأكل منه، فأخذ قطعة من الخبز وأكلها، وقال: هذا يبر قسمكم، وبذلك يكون قد أنجاه الله من هذه المحاولة الخبيثة لقتله.
مواقفه
- رفضه القراءة أمام جمال عبد الناصر
قام أحد وزراء جمال عبد الناصر بدعوة الشيخ المنشاوي لحفلة يحضرها الرئيس، وقال له أنّ له الشرف في حضور حفلة يحضرها الرئيس، فكان رد الشيخ على الوزير: "ولم لا يكون الشرف لعبد الناصر أن يحضر حفلةً يستمع فيها للقرآن بصوت المنشاوي". ولم يحضر الحفل ، مما آثار صدمت الوزير.
وفاته
في عام 1966م أصيب بمرض دوالي المريء -ولكنه رغم هذا كله-، لم يكف عن القراءة، وظل يقرأ القرآن حتى توفي -رحمة الله عليه -في يوم الجمعة لعام 1389 للهجرة الموافق 1969 ميلادية.