قال الله تعالى في سورة الإسراء (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) يتسائل بعض النّاس في هذه الآية الكريمة بتعرف ما هو المقصود بقرآن الفجر و ما معنى إن قرآن الفجر كان مشهودا ؟ و هل يقصد بذلك قرآءة لقرآن في وقت الفجر أم القرآءة في صلاة الفجر ؟ سنقوم بالإجابة عن التّفسير الصّحيح لمعنى قرآن الفجر وما معنى مشهودا؟
يعتبر وقت الفجر من أعظم الأوقات عند الله تعالى، فقد كان الرّسول عليه الصّلاة و السّلام و الصّحابة رضوان الله تعالى يحرصون على صلاة الفجر لما فيها من أجرٍ و فضلٍ عظيمين، وقد قال الرّسول عليه الصّلاة و السّلام عن صلاة الفجر بمعنى الحديث لو تعرفون ما في صلاة الفجر لتأتونها حبواً. فلذلك وقت الفجر هو من احسن وأفضل الأوقات لما فيه من دعاء مستجاب لأن الملائكة تشهد هذه الصّلاة و هي الصّلاة التي يغفل عنها المنافقين لأنهم مشغولون عنها بالنّوم. و المقصود بقرآن الفجر هو صلاة الفجر ومعنى ذلك قرآءة القرآن في صلاة الفجروينصح الإسترسال بالقرآءة، و بالجهر بالقرآءة لأن الملائكة تشهد هذه الصّلاة، وصلاة الفجر عبارة عن ركعتين لذلك هي عبارة عن قراءة القرآن، و قد ورد عن الرّسول عليه الصّلاة و السّلام كان يقرأ عدد من سور القرآن الكريم في سورة الفجر و هي ليست مجرد ركعتين فقط بل هي قرآءة سور من القرآن.
صلاة الفجر أيضاً صلاة مشهودة ففيها يجتمع المصلين في المسجد عند بداية كل يوم فتنزل الملائكة و تشهد هذه الصّلاة، ويوم القيامة تكون وجوه المؤمنين مضاءة بالنّور من الله تعالى لأنّهم حافظوا على صلاة الفجر، ولا ننسى بأن الله تعالى في سورة الفجر أقسم بالفجر في أول السّورة لذلك هو وقتٌ عظيمٌ يتسابق به و يتميز المسلمين في أداء هذه الفريضة عن المنافقين.
و كلمة مشهودا كما ذكرنا إن الملائكة تشهد هذه الصّلاة والقرآءة، و يشهدها كافة المسلمين لأن وقت الفجر هو الوقت الذي ينهض به المسلم من نومه حتى يبدأ يومه فما زال الوقت باكراً حتى ينشغل بشيءٍ آخراً غير صلاة الفجر، ومشهوداً أيضاً لأنها تشهد على صاحبها أما الله تعالى يوم القيامة بأنه حافظ على هذه الصّلاة فوقت الفجر بالتحديد الوقت الفاصل بين العتمة و النور وفي هذا إن المرء يشهد وقت بزوغ نور الشمس وهو ما ذكره الله تعالى الخيط الأبيض عن الخيط الأسود في بعض الآيات القرآنية.