قال تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم :" اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً "، وهذه الآية خير دليل على أن الله قد أتم على المسلمين نعمة الإسلام، ولم يتوفّ النبي إلا وهو قد بلغ الرسالة، وبين للأمةكل ما أمر الله به في شرعه من أحكام وأقوال وأفعال، وأي شيء قد يقوله الناس وينسبوه للرسول فهو مردود عليهم، وقد كان صحاب الرسول والعلماء على دراية بذلك، فأنكروا البدع وحذرواً منها . ولا ننسى أننا في هذه الأيام التي نعيشها في الوقت الحالي ،وغياب الوازع الديني ، جعل الكثير من المتأسلمين ، والذين يدعون الدين باضافة العديد من البدع والاحتفالات التي لا تمد للدين بصلة ، بل وعملوا على الصاقها بالنبي صل الله عليه وسلم ، ولأصحابه ، بهدف ترويجها وجعلها كالعادات المستحبة عند العرب والمسلمين .
موضوعنا سيدور عن ليلة النصف من شعبان ، هذه الليلة الفاضلة ، التي جعلها الله من الأيام المباركة التي يعيشها المسلمون في كل عام ، ويرجون من الله ان يكمل عليهم الدين ، ويغفر لهم ما تقدم من ذنبهم في هذه الليلة ، وأن يجعل أيامهم مباركة بنور الله ، ونور الايمان به ، والدعوة إليه ، ولا ننسى أنّ النبي صل الله عليه وسلم ، قد داوم على صيام النوافل ، ولكن لم يثبت عليه صل الله عليه وسلم صيام النصف من شعبان ، ولكن النبي دعا للتقرب من الله سبحانه وتعالى بشتى الوسائل ،ومن بينها صيام النوافل ، فلا بأس بصيام يومي الاثنين والخميس ، وفي حال صادف أن يكون النصف من شعبان في هذين اليومين فلا بأس في ذلك ، في حين صرح بعض علماء الدين بضرورة الإقتداء بالنبي ،و السير على نهجه ، فهو لم يأمر المسلمين بصيام أيّام محدّدة في السنة الهجرية ، ولكنه شرع العبادة لله سبحانه وتعالى.
وختاماً : فإنّ الدين أباح للمسلم أن يكون متقرباً لدينه ، ولربه بكافة طرق ووسائل العبادة ، حتى وإن لم تكن ظاهرة بنص شرعي في الأحاديث أو القرآن الكريم ، في حين أنّ الذين يدّعون أن هذه الليلة ليست مباركة ، فعلى الأغلب أن ادّعائهم باطل ، ولا ينطبق عليه أي دليل يذكر من الدين ، لأنّ الصيام لله سبحانه ، ولا أحد يجزم به أو يجزي به سوى الله سبحانه ، وعليه فيجب على المسلم أن يتقى الله في أخيه المسلم ، وأن يتركه ليؤدي العبادات كيفما يرى ، فهذه العلاقة يجب أن تكون على قدر كبير من السرية والكتمان ، حتى يحظى فاعلها بشيء من الإمتنان ، والشعور بالرضا ، والأمان .