اختلف الكثير من النّاس حول مفهوم وتعريف ومعنى المزاح وطبيعته إن كان مخالفاً للإسلام أم لا، وقال العلماء بأنّ المزاح المنهيّ عنه هو الّذي فيه إفراطٌ ومداومة؛ لأنّه يسبّب ويُكثر من الضّحك وقسوة القلب، ويُشغل الفكر عن ذكر الله، والقيام بواجبات الدّين، ويؤوّل المزاح في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويسبّب الأحقاد، ويُسقط المهابة والوقار.
وأمّا المزاح الخفيف والّذي يفرح القلب دون شغله عن ذكر الله؛ فهو المباح الّذي كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفعله، فإنّه صلّى الله عليه وسلّم كان يُقدم عليه في نادر الأحوال لمصلحة المخاطب ولتطييب نفسه ومؤانسته، وهذا لا يوجد فيه منعٌ قطعيّا، ويعدّ سنّةً مستحبّة إذا كان بهذه الصفة، وسنذكر لكم بعض الأحاديث النبويّة الّتي تبيّن مزاح الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
المزاح في الإسلام
- روي في صحيحي البخاري ومسلم عن أنس رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول لأخيه الصغير: ( يا أبا عمير ما فعل النغير).
- روي في كتابي أبي داود والترمذيّ عن أنس أيضاً أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له: ( يا ذا الأذنين ). قال الترمذيّ: حديث صحيح.
- روي في كتابي أبي داود والترمذيّ أنّ رجلاً أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، احملني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( إنّي حاملك على ولد النّاقة، فقال: يا رسول الله، ما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وهل تلد الإبل إلّا النوق؟) قال الترمذيّ: حديثٌ حسن صحيح.
- روي في كتاب الترمذيّ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قالوا: يا رسول الله، إنّك تداعبنا: قال: ( إنّي لا أقول إلّا حقّاً ). قال الترمذيّ: حديثٌ حسن.
- روي في كتاب الترمذيّ عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعداً فتخلفه).
مراجع
الإمام محيي الدّين أبي زكريّا يحيى بن شرف النوويّ الدمشقيّ الشافعيّ، 2000، كتاب الأذكار من كلام سيّد الأبرار- الطبعة السّادسة. مؤسّسة الريّان للطّباعة والنّشر.