قد لا يمر عليك يوم دون أن تشاهد العديد من صفحات الإنترنت وهي تقدّم لك إعلاناً عن اختبار اكتشاف الشخصية، أو أي نوعٍ من الشخصيات أنت، بالإضافة إلى اختبارات الثّقة بالنفس، وتحديد مواضع السيطرة إن كان داخليًا أم خارجيًا.
كل هذه الزخم من الإختبارات يضعك أمام تساؤلات جليّة، تزداد هذه التّساؤلات عندما تذكر ذلك الزميل في المدرسة والذي كان متمردًا عنيدًا والذي تحول الى قطٍ أليف عندما وقف شخصٌ واثقٌ أمام عربدته، كما أعتقد أنّكِ تذكرين صديقتك الجميلة المتكبرة المغرورة والتي تعاني من الوحدة واليأس.
إنّ الكدر والفراغ وانعدام طاقة الحياة وحيويتها، والإحساس الدّائم بانعدام القيمة، والشعور بتجاهل الأخرين لك ولما تقول أو تفعل، إضافة الشعور بالقلق الدائم والخوف والشك هي أهم الأعراض لانعدام اتّصالك بالشخصيّة العميقة. والتي هي بالفعل موجودة، إنّما ساهمت مجموعة من الأحداث الخارجيّة بالإضافة إلى تفسيرك لهذه الأحداث "الحوار الدّاخلي" في انفصالك عنها، وجعلها غير واضحة لك. ويشبه الأمر بعرض صورةٍ على جهاز العرض، فعند العرض في بيئة إضاءة معتمة، تجد الصورة في غاية الوضوح، وعندما تقوم بفتح النوافذ "أحداث خارجية" واشعال أضواء القاعة "أحداث داخلية" تبدأ هذه الصورة بالخفوت تدريجيًا حتى تصبح غير واضحة للعيان، وهذا ما يحدث لنا في الحياة. ولنضرب لك مثلًا أوضح فإنّه لو مثلاً طردت من عملك "حدث خارجي"، فإنّك لو لم تكن على اتّصال جيّد مع شخصيّتك العميقة ستفسّر هذا الطرد من العمل على أنّه ضعف في قدرات وامكانيّات، وأنّك لا تستحق هذا العمل "حوار داخلي" فينتهي بك المطاف إلى ضعف بالثقة بنفسك والشّعور بالحزن والهم والآثار النّفسيّة السّيئة، والتي تساهم في تقصير عمرك الإفتراضي بقيمة 14 سنة حسب ما قاله دكتور "مايكل رويزن" في كتابه العمر “Real Age”0.
كيف نستطيع أن نكتشف شخصيّتنا العميقة ونعيد الاتصال بها؟
نستطيع ذلك من خلال اتّباع النّقاط التّالية:
وهنا عزيزي القارئ أنصحك وبشدة بقراءة كتابين كانا ملهمين للعديد من الأشخاص الذين أردوا اكتشاف شخصياتهم العميقة وذواتهم الحقيقية، والذين استطاعوا إعادة الاتصال بشخصياتهم بفعالية. الكتاب الأول هو كتاب أهتم بذاتك "تجديد الحياة من الداخل للخارج" للطبيب النفسي الشهير "دكتور فيل"، والكتاب الثاني كان "الالبحث عن ذاتك الحقيقة" لدكتور ولتر ستابلس. وتذكر دومًا أن شخصيتك العميقة موجودة دائماً مهما تعذّر الإحساس بها، إنّ الوصول إليها ليس صعباً، ويحتاج فقط إلى الصّبر والإرادة.