تحليل شخصية الإنسان
الإنسان ، هذا المخلوق المعقد الشائك العجيب ،المبهر في تركيبة جسده وروحه وصفاته ، اللغز الدائم المستمر إلى الأبد ، فمهما كشفنا بعضاً من أسراره ظهرت لدينا أخرى أكثر تعقيداً ولبساً مما سبقها ، ما أن تقول أنك عرفت امرئ ما حتى تقول وكأنني لم أعرف عنه شيئاً ، تعيش مع شريك حياتك معظم عمرك لتكتشف عنه أموراً تذهلك ولم تخطر على بالك ، لا يعرف النفس إلا خالقها ، هو فقط من يعرفها أكثر من ذاتها نفسها ، وكم منا من لا يعرف حتى نفسه ، فكيف له أن يعرف الآخرين ؟ ، ولكننا هنا نتطرق ووسائل إلى عناصر تحليل شخصية الإنسان ، وهي مبنية على التجربة العلمية والدراسات الجادة ، تحليل يقترب إلى الحقيقة ولكن لن يكون في يوم من الأيام كل الحقيقة ، ولكن كما يقولون الرائحة ولا العدم .
و بإمكانك أن نعرف سمات و ملامح شخصية أي فرد دون أن يتكلم حتى كلمةً واحدة، حتى لو لم تكن تعرفه أو قابلته من قبل ، بل يمكنك أن تعرف كذلك ما يخفيه بداخله من أفكار ودوافع ،وذلك إذا ما تمكنت من تحليل رموز لغة الجسد لديه ، كما أنك تستطيع أن تكشف مدى صدقه من كذبه عندما يتحدث من خلال نفس اللغة ذاتها معك .
وتجد أن الكثير منا يواجه مشكلة التعرف على نوايا الأشخاص الذين يقابلونهم و يتعاملون معهم، لذلك إهتمت الدراسات والأبحاث النفسية والاجتماعية بتفسير رموز حركات الجسد تلك والتي تعبر بدورها عن كثير مما يخفيه الناس في صدورهم ، ومن خلال هذه اللغة تستطيع أيضاً معرفة توجهات محدثك وغاياته وأهدافه ، لما تنقله هذه اللغة الفذة من أفكار الفرد وتوجهاته دون إستخدام أو إستعمال للكلمات وعبارات والحروف في اللغة.
وبإتباعك نفس الأسلوب تستطيع أن ترسل بنص رسالة لهذا الشخص المعني والذي تتعامل معه ، وذلك من دون أن تتفوه بكلمة واحدة أو حتى حرف واحد ، وقد إهتم الكثير من علماء النفس بهذه اللغة وقد توصلوا جميعاً من خلال دراسات ٍعدة إلى أن أكثر من ستون بالمائة من الحديث بين جميع البشر يتم بصورة غير مباشرة، وذلك عن طريق إشارات وإيماءات وإيحاءات مختلفة .
وهنا يشير العلماء إلى أن فهم وإدراك هذه اللغة تساعد كثيراً في إختزال الكثير من الوقت في التفكير في نوايا الآخرين وأهدافهم ومحاولة تفسيرها بعد ذلك ، حيث تؤكد الدراسات والأبحاث أن هذه اللغة أصدق بما نسبته خمس مرات من استخدام اللغات العادية والمتعارف عليها ، ومن خلالها يستطيع الفرد ، أي فرد مهما كان ، من التعرف على درجة صدق الآخر معه ومع الآخرين ، ومدى إهتمام – هذا الشخص- بالرسالة الموجهة إليه من خلال فك مختلف رموز الإيماءات والإيحاءات والإشارات التي يصدرها كرد فعل طبيعي منه على الكلام العادي أو على الرموز من نفس اللغة موضوع النقاش هنا .
وحتى نتمكن من تفسير وفك رموز هذه اللغة، لابد علينا أن نتعرف على الأدوات والوسائل العديدة المستخدمة فيها ، ويأتي على رأس هذه الأدوات والوسائل العين ، وثم من بعد ذلك تأتي بعدها حركات وإيماءات الحاجب والجبين، وكذلك حركة الأصابع والأيدي والأكتاف لدى الشخص المعني ، كما تستخدم هذه اللغة أيضاً الأنف والأذن، وأيضاً طريقة الجلوس عند هذا الشخص .
ومن الملاحظ أن الشخص دائماً يتجه إلى إستخدام لغة الجسد في حالة عدم التيقن عنده من صدق من يحدثه، أو كذلك عندما يسعى لمعرفة دوافع الشخص الذي أمامه وكذلك مدى إهتمامه بالرسالة الموجه إليه هنا .