عرف الحسد منذ أقدم العصور، و الحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها، و قد عرف أناس بمقدتهم على الحسد أكثر من غيرهم، لدرجة وصلت إلى أن يستأجر شخص ما حاسداً ليحسد شخصا ًآخر يكرهه.
بعض الناس لم يكن يؤمن بتلك القوة على الحسد، و لكن مع مرور الأزمان ثبت الكثير من ذلك، و مع قدوم دين الإسلام ترسخ المفهوم وتعريف ومعنى لدى المسلمين بوجود الحسد فيقول الله سبحانه و تعالى في سورة الناس: ( قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، و من شر غاسق إذا وقب، و من شر النفاثات في العقد ، و من شر حاسد إذا حسد).
إختلف العلماء في آلية الحسد ، و ما أميل إليه أنّ للحسد علاقة بالإتصال بالعالم الغيبي عن طريق وسوسة الشيطان، فالحسد فعل سوء و كل فعل سوء منبعه الشيطان و الشيطان يوسوس لنفس الإنسان في العالم المغيب و النفس توسوس للعقل في العالم المحسوس ( إقرأ مقالتين للكاتب عن الوسوسة في موسوعة موضوع للإستزادة).
الحسد هو فعل الشيطان بزاول النعمة - طبعاً بإذن الله تعالى لحكمة لا يعلمها يقيناً إلا هو - حيث على أغلب حوادث الحسد أنّها تحصل من العين - على الرّغم من إمكانية صدوره من ضرير - فالحاسد يعين ( أي يضرب بالعين المحسود ) و بالتّالي تزول عنه تلك النعمة المعينة ( المضروبة بالعين )، و يعينه - أي الحاسد - على ذلك الشيطان.
قد يحسد الإنسان نفسه أو غيره و هو لا يدري، فقد يكون الحاسد شخصا تقياً ورعاً ، فإذا نظر أحدنا لشيء إستحسنه عليه ذكر الله و أن يقول تبارك الله أو ان يقول ما شاء الله حتى يبعد مدخل الشيطان من خلال نظرة عينه ان يؤثر سلبا على المرئي.
يجب على المؤمن دائماً أن يقرأ المعوذتين على نفسه و أن يصلي على النبي و يذذكر الله كلّما رأى من نفسه و من غيره شيئا يستحسنه، حتى لا يحسد غيره دون قصد منه، فنظرة إعجابك بالشيء هي مفتاح إبليس عليه لعنة الله لأن يعمل عمله بزوال النعمة - بأمر الله و حكمته - حتى يحزن إبليس بني آدم و يقنطهم كما تعهد عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين.