بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد،
فإن الإيمان بيوم القيامة، أو اليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان الستة التي يكفر ويخرج عن ملة الإسلام كل من ينكر شيئاً منها. وقد سُمِّيَ يوم القيامة كثيرة، ومنها: اليوم الآخر، ويوم البعث، ويوم الحساب، ويوم الدين، ويوم الفصل. وقد جاء وصف هذا اليوم في النصوص الشرعية بالكثير من الأوصاف، ومنها: اليوم العبوس القمطرير. وقد أشار العلماء إلى أن الشي العظيم الشأن تتعدد وتكثر صفاته وأسماؤه؛ ولذلك كثرت أسماء يوم القيامة وأوصافها في القرآن الكريم والسنة النبوية.
ويوم القيامة هو اليوم العظيم الذي يرجع فيه الناس إلى الله، وتنتهي فيه هذه الدنيا، ويحساب به الناس، فإما أن يكون مصيرهم إلى الجنة، وإما إلى النار. ويحدث في هذا اليوم العديد من الأهوال العظيمة، والأهوال: هي جمع هَوْلٍ، والهول: هو الأمر الشديد والمخيف والمفزع.
وفي هذا المقال سنقوم بذكر شيءٍ من تلك الأهوال العظيمة التي ستحدث في يوم القيامة، وسنورد بعض النصوص الشرعية المتعلقة بما نحن بصدده. والله ولي التوفيق.
إن يوم القيامة هو يوم صعب عسير، فهو اليوم الذي يُفْني الله تعالى فيه الأحياء، ثم يعيد إحيائهم من جديد، حيث ينفخ في الصور نفختان: الأولى يصعق ويموت فيها من من السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، وتتشقق السماء، وتزلزل الأرض، وتزول الجبال وتنسف، وتفجر البحار، وتكور الشمس، ويطفأ نورها. ويخسف القمر. وتتناثر النجوم، وتتساقط وتتهاوى. والثانية: هي نفخة البعث التي توقط الأموات من مراقدهم، ويساقون إلى أرض المحشر، وتبدأ مراحل الحساب.
والذي ينفخ في الصور، هو المَلَك إسرافيل عليه السلام، والصور هو القرن أو البوق، وقد ثبت في السنة الصحيحة أن إسرافيل حالياً مُلْتقمٌ لهذا الصور، ومستعد ومتأهب، وينتظر أمر ربه بالنفخ فيه.
لقد جاء وصف أهوال يوم القيامة في الكثير من النصوص الشرعية في الكتاب والسنة، ومن تلك النصوص قوله تبارك تعالى: { يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } [الحج:1 - 2]. وقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض. »
وفي الختام نسأل الله أن يقينا شر ذلك اليوم، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله.