ذو القرنين ويأجوج ومأجوج
هي واحدة من القصص الأربعة التي وردت في سورة الكهف في القرآن الكريم، ويأتي ترتيب أحداث القصة من الآية 83 وحتى 98، وقد جاء الرد فيها عندما قام كفار مكّة بسؤال الرسول ثلاثة أسئلة بطلب من اليهود، وكان السؤال الثالث يتحدّث عن ذو القرنين، ليأتي الرد من سورة الكهف، وذو القرنين هو واحد من الملوك الصالحين والعادلين، وقد قام بوضع نهج خاص في حكمه بأنّه سيعمل على معاقبة كلّ الظالمين، واللذين يعبثون خراباً في هذه الدنيا، ومن ثم سيعاقبون مرةً أخرى يوم القيامة، أما المؤمنون، واللذين يعملون الصالحات سيقوم بتكريمهم، وبعد أن أكمل من الغرب ذهب إلى الشرق وما زالت هذه المنطقة غير معروفة فيوجد فريقين أحدهما يعتقد بأن هذا المكان هو وقت بزوغ الشمس، والآخر يقول وقت شروقها، وكانت الأرض فيها بور مكشوفة لا تحتوي على أي نوع من الأشجار، والأرض سهلة لا تحتوي على منحدرات أو مرتفعات، وتحجب الشمس عن أهلها، وكان حكمه كمثيله في الغرب، ويعتقد البعض أن سبب تسميته بهذا الاسم بسبب وجود شجّ قرني في منطقة رأسه.
يروي القرآن الكريم أنّه يوجد شعب قام بعمليّة الاستنجاد بهذا الحاكم العادل وهو شعب عانى من ظلم يأجوج ومأجوج، وقد طلبوا منه أن يبني سداً يحول بينه وبينهم، فقام بإذابة معادن الحديد، والنحاس، وردم ما بين الجبلين، وبعمليّة الإذابة يصبح أكصر تماسكاً وقوة، وهذا يعني قام ببناء سوراً لتعتبر منطقة دفاعيّة وليس سداً، وقد تمّ حصارهم في ردمة ما تحت الأرض، ليقل ظلمهم عن هذه البلاد، والأشخاص الذين يقطنونها، وهذا القوم هم من الأقوام الفاسدة التي تعبث في هذه الدنيا، ويتميزون بقوة شرهم، ولا يمكن أن يصدهم شيء عن الظلم الذي يوقعونه، وهم شبيهون بأبناء جنسهم شعوب الأتراك والمغول، يمتلكون عيون صغيرة، وأنوفهن مذلوفة، وشعورهم مصهوبة، ووجوههم واسعةً عريضة مدورة تشبه المجان المطرقة، وأعداهم هائلة لا تحصى ولا تعد.
في آخر الزمان سيخرج قوم يأجوج ومأجوج وعند ذلك الوقت سيمتلكون كلّ ما هى اسباب القوة والهيمنة والجبروت التي تخولهم لأن يكونوا متفوقين من جميع النواحي على أهل الأرض؛ باعتبارهم يمتلكون قلة عسكريّة عدديّة وتقنيّة بحيث تمكنهم من القدرة على السيطرة والإبادة، وفي ذلك الوقت تنتهي هذه الحياة التكنولوجيّة التي نعيشها الآن، وخصوصاً الصراع النووي الذي سوف يزول، وتعود الأيام إلى الحضارة البدائيّة الأولى للقتال بالوسائل التقليديّة، وفي حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه ابن داود: "لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج".