آدم عليه السلام
إن البشرية بدأت من سيدنا آدم الذي خلقه الله عز وجل من الطين، وجعل له مكانةً مميّزةً وتكريماً عظيماً وذلك عندما أمر الملائكة أن يسجدوا له، فاستجابوا لأمر ربهم وسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر لأنه يرى نفسه أنّه الاحسن وأفضل لأنه مخلوق من النار، فكان مصيره لعنة من الله تعالى ليوم الدين.
أسكن الله تعالى سيّدنا آدم وزوجته في الجنة ومتعهم بجميع الأنعام الموجودة في الجنة إلا من شجرة واحدة حدّدها الله لهم وأمرهم بعدم الاقتراب منها أو الأكل منها، فما كان من إبليس إلا أن وسوس لهما بالأكل من تلك الشجرة وما سيأتي عليهم من خير عندما يفعلان ذلك، فاستجاب سيدنا آدم وحواء لوسوسة إبليس وأكلا منها ليكونا بذلك عاعصين لأمر ربّهم، فطردا من الجنة إلى الأرض.
عندما هبط آدم وحواء إلى الأرض تابا إلى الله واستغفراه، ثمّ أدركتهم رحمة الله تعالى، ولكن الله عز وجل جعل الأرض مستقراً لهما ليعيشا فيها ويعمراها ويموتا فيها ويخرجا يوم البعث منها، وفي هذا الأمر تبيّنت حكمة الخالق بأنّه جاعل في الأرض خليفة، وكان يعلم قبل خلقه لآدم وحواء بأنهما سيأكلان من الشجرة، وذلك ليعلم الناس أجمعين بأنّ السبب في طرد آدم وحواء من الجنة هو الشيطان، ولبيان طريق الجنة للناس كافّةً وهو طاعة الله وحده.
موقع قبر سيدنا آدم
عاش سيّدنا آدم في الأرض لسنوات طويلة لم تُعرف كعددٍ دقيق وصحيح، وأشير إلى ذلك في التوراة، وقد ذكر فيه أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة، ليأتي بعدها ملك الموت ويقبض روحه إلى الخالق، ويبقى السؤال اين يوجد ويقع قبر سيدنا آدم؟ الإجابة تكمن بقولنا إنّه غير معروف أي مكان لقبر الأنبياء إلا قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الموجود في المدينة المنورة.
لم يُعرف مكان وجود قبر سيدنا آدم عليه السلام لغاية وقتنا الحاضر، فقد قيل بأنّه دفن بجبل أبي قبيس في مكة المكرمة، وقيل أيضاً بأن سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام حمله هو وحواء في زمن الطوفان في تابوت، وقد دفنهما في بيت المقدس، وقيل أيضاً بأنّ رأسه عند مسجد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقدماه عند البيت المقدس، وأنّ حواء توفيت بعد وفاته بعام، كما أنّ هناك اختلاف في عمره عليه السلام فقد حدثنا أبي هريرة وابن العباس رضي الله عنهما بأنّ عمره قد اكتتب في لوح محفوظ ألف سنة.