الصّقر
الصّقر هو من الطّيور البرية الجارحة التي تأكل اللحوم وتبني أعشاشها في الأرض وعلى الأشجار وما بين الصّخور، ويُعتبر الصّقر أصغر حجماً من النّسر الذي يسكن أعالي الجبال،؛ حيث يتميّز بالرّقبة المكسية بالرّيش وبالمنقار غير المعكوف وبالمخالب القوية، وما يميّزه أكثر بأنّه يتغذّى على فريسته التي يصطادها فهو لا يأكل الجيف كالنّسر.
هناك أنواعٌ كثيرةٌ من الصّقور مثل الشّاهين والوكري والجير، وأخيراً الصّقر الحرّ وهو الذي يفضله الصّيادون في صيده والمتاجرة به؛ فهو يدرّ أرباحاً طائلة للصياد، واحسن وأفضل أنواعه هو الجلناس الأبيض، والكوسية، والحجازي، والقطامي، والجرودي.
موسم صيد الصّقور الحرة
قبل التوجّه لصيد الصّقور الحرّة لا بدّ من معرفة الوقت والمكان المناسبين لصيد مثل هذه الطّيور الثّمينة، فيبدأ قناصو الصّقور بالتّحضير والتّوجه للصيد مع قرب نهاية العام الميلادي، أي تمتدّ فترة الصّيد من شهر أيلول (سبتمبر) إلى نهاية شهر كانون الأول(ديسمبر) أي موسم هجرة الصّقور، فعلى سبيل المثال يبدأ الصّيد من شهر أيلول حيث تهاجر الصّقور الحرة مثل القرناس (القرناص) من روسيا وتركيا وتركمستان إلى السّعودية والأردن وسوريا، وتهاجر من أوروبا إلى مصر وليبيا والسّودان، ومن باكستان والهند وأفغانستان إلى الصّين ومنغوليا، ويستمرّ الصّياد في الصّيد إلى بداية موسم البرد، وفي هذه الرحلة يكون القنّاص مجهّزاً بالعدة والعتاد للرحلة التي تستغرق شهوراً حتى يصطاد الطّيور الثمينة والنّادرة؛ فهذا الأمر يتطلب الخبرة والدّراية بأنواع الصّقور الحرة التي قد يصطادها فهي ذكية لا يستهان بها.
طرق ووسائل صيد الصّقور الحرة
شبكة الهواء( النغل)
هي طريقة سهلة وبسيطه ومجدية؛ حيث يضع القناص شبكةً صغيرةً مصنوعة من خيوط النّايلون الشّفافة المتينة ذات فتحات صغيرة، وتوضع الشّبكة على جسم الحمامة (الطُعم)؛ حيث تغطّي جسمها ما عدا الرجلين والجناحين حتى تتحرّك بسهولة، وتكون هذه الشبكة موصولةً بخيط طويل قريبة من يد الصيّاد، فعندما يشاهد الصّقر قادماً يطلق القناص الحمامة حتى ترفرف وتجذب الصّقر، فعندما ينقضّ عليها ويبدأ بأكلها ستعلق مخالبه في خيوط الشّبكة ويتعثّر بها، ومن الصّعب أن يطير مرّةً أخرى فيُسرع الصّياد في إمساكه.
شبكة الأرض (الكواخ)
تعتمد هذه الطّريقة على نصب الفخ المَصنوع من الشباك على الأرض بعد تمويهه بالحجارة والشنان، ولكن قبل ذلك يحفر الصّياد بحفر حفرة طولها وعرضها متر بمتر حتى يختبئ بها ويُراقب طريدته التي ستأتي للشباك، وذلك بمساعدة الغراب الذي سيربطه بخيط طويل يمسك به كتمويه يعمل على ملاحقة طريدة له، وعادةً يضع الصيّاد ما يُسمّى النغلة وهي كتلة ريش يحرّكها الصياد، فالغراب طائر جبان فمن خلال حركاته يُعرف القناص نوع الطّير القادم.
بالقرب من الشباك يوجد هناك طُعمٌ آخر يمسكه الصّياد بخيط طويل؛ حيث يَستخدم القناص الحمام أو القماري أو السمان في الصّيد، فعندما يقترب الصّقر من الغراب المربوط يجرّ القناص الحمامة إلى شبكةٍ بخبرة وحذر؛ حيث سيتّجه الصّقر لأكلها، فخلال انهماكه في أكل فريسته يتمّ سحب خيط الشبكة حتى تطبق على الصّقر وعلى فريسته، وحينها سيخرج الصّياد ويمسك بطريدته.