الصيد في الأردن
المملكة الأردنيّة الهاشميّة وهي إحدى الدول الآسيويّة وتتمركز في وسط منطقة الشرق الأوسط، والواقعة في الجزء الجنوبيّ من بلاد الشام؛ ولذلك الموقع أثر في جغرافيّة الدولة فالمناخ فيها معتدل صيفاً وبارد شتاءً، كما وأنّ التضاريس مُتنوعة ومختلفة كالمرتفعات الجبليّة والسهول والأنهار، وأدى هذا التنوع الجغرافيّ والمُناخيّ إلى تنوع الحياة البريّة في الأردن، وخاصة الحيوانيّة مما ساعد على انتشار ظاهرة الصيد لهذه الحيوانات، وفي هذا المقال سنتحدث عن الصيد في المملكة وضرورة تقنينه للحفاظ على البيئة الحيوانيّة فيها.
التنوع الحيوانيّ في الأردن
تتميز المملكة الأردنيّة الهاشميّة بالتنوّع الكبير في الحياة البريّة بالرغم من صغر مساحتها، فهناك الكثير من أنواع الثدييات التي تعيش فيها حيثُ تم تسجيل أكثر من ثمانية وسبعين نوعاً، تسعة أنواع منها مهددة بالانقراض، وثلاثة على حافة الانقراض، وحوالي سبع وعشرين حالة تُعاني من الضعف والمرض، ومن هذه الأنواع التي انقرضت: النمر العربيّ، والمها العربيّ، والدب السوريّ البني، والغزال الجبليّ، إضافة إلى وجود الزواحف بأنواعها المختلفة فهناك أكثر من ثمانية وتسعين نوعاً ومنها تعرف ما هو مهدد بالانقراض كالسحالي والحرباء والسلحفاء الإغريقيّة، إلى جانب الطيور فيوجد في الأردن حوالي 419 نوعاً من الطيور، ويُعتبر العصفور الورديّ هو الطائر الوطني الأردنيّ، وإضافة إلى الثروة السمكيّة فقد تم تسجيل 198 نوعاً من الأسماك التي تعيش في خليج العقبة، ونوعاً واحداً من الأسماك لا يعيش إلا في الأردن وهو السمك السرحانيّ في محميّة الزرقاء.
الصيد في منطقة الشوبك
تُعتبر منطقة الشوبك منطقة طبيعيّة لعيش أصناف متنوّعة من الطيور والحيوانات البريّة النادرة والمهددة بالانقراض، حيثُ تمتاز بمناخها المعتدل صيفاً والبارد شتاءً لوقوعها في سلسلة جبال الشراة الجنوبيّة الغربيّة، إضافة إلى وجود مناطق جبليّة وعرة وغابات حرجيّة كثيفة كل هذا ساعد على وجود تلك الطيور والحيوانات التي تُعدُّ ثروة طبيعيّة تعكس الملامح البيئية للمنطقة.
إلاّ أنّ هواة الصيد المحليين والأجانب القادمين من بلدان مختلفة يمارسون الصيد في الكثير من مناطق المملكة، مما شكّل تهديداً البيئة الطبيعيّة والتوازن البيئيّ بسبب تناقص أعداد الطيور والحيوانات البريّة فيها، إضافةً إلى عدم تقيد الصيادين المُرَّخصين بمواسم الصيد المُحددة لهم، واستخدامهم لهذه الرخصة في ممارسة الصيد العشوائيّ، فقد تراجعت أعداد الطيور التي تقطن فيها كالحمام الأزرق، والشنار والحجل، والزرزور، والحسون، وحيوان الوعل الجبليّ، إلى جانب عدم كفايّة الرقابة البيئيّة التي توفر الحماية للبيئة الطبيعيّة.
صيد الصقور
إنّ صيد الصقور في الأردن رياضة يُقبل على ممارستها الكثير من الشباب والرجال، ففيها متعة كبيرة، إضافة إلى أنّها تجلب الثروة الماليّة عن طريق بيع ما يصطادونه من صقور خارج الأردن، وقد اشتهرت محافظتا معان والعقبة بهذا النوع من الصيد، ويبدأ موسم الصيد فيهما مع نهاية كل عام، ويُطلق على هؤلاء الصيادين بقنّاصي الصقور، كما وتُعتبر منطقة الجفر من المناطق التي يكثر فيها صيد الصقور، والطيور المهاجرة التي تقطن في صحرائها، فموسم القنص يبدأ مع بداية أيلول وينتهي في نهاية تشرين الثاني من كل عام، حيثُ يُعتبر الجلناس الأبيض من الطيور الأكثر صيداً لارتفاع ثمنه البالغ مئة وخمسين ألف دينارٍ أردنيّ.
ومن طرق ووسائل صيد الصقور المعروفة في الأردن هي الصيد بالحمامة أو شبكة هواء، لم تكن معروفة ومُستخدمة في الماضي، فقد عرفها الصيّادون حديثاً، خاصة بعد انتشار الشِّباك المصنوعة من خيوط النايلون الرفيعة والقويّة ذات الفتحات الصغيرة، وتكون هذه الطريقة بتطيير حمامة ملفوفة بالشبكة على جسمها عدا الجناحين والرجلين، وتُربط الشبكة بخيط طويل من النايلون في وتد مُثبت في الأرض القريبة من مخبأ الصياد، وبعد التأكد من وجود الصقر تُطلق الحمامة في الجو، فيلتفت إليها الصقر من خلال رفرفتها فيُسارع بالانقضاض عليها والهبوط بها إلى سطح الأرض، فتعلق مخالبه وجناحاه بخيوط الشبكة فيمسك الصائد به.