و لا ريب أنّ ديننا الإسلاميّ لم يغفل مسألة الغضب بل و مشاعر الإنسان المختلفة ، فعالجها علاجاً وافياً شافٍ ، فقد بيّن الرّسول صلّى الله عليه و سلّم مفهوم وتعريف ومعنى الشّدة و القوّة و هو أن يملك الإنسان نفسه و مشاعره حين يغضب فلا يبطش بالنّاس أو يعتدي عليهم فهذه هي القوّة و الشدّة و ليست بالمصارعة و الغضب و الصّراخ ، و قد ساق لنا التّاريخ قصة الرّجل الذي غضب أمام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عندما سبّه رجلٌ ، فاحمرت عيناه و انتفخت أوداجه ، فقال الرّسول عليه الصّلاة و السّلام إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب ما به من غضب وهي أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم ، و فيما روي عن رسول الله عليه الصّلاة و السّلام أنّه أوصى رجلاً بأن لا يغضب ثلاثاً حين طلب منه الرّجل أن يوصه ، و من أساليب علاج و دواء العصبيّة و الغضب أيضاً أن يقوم الإنسان الغاضب فيتوضّأ بالماء ، فإن الغضب من الشّيطان و الشّيطان خلق من نارٍ ، فعلاج و دواء ذلك بإبراد النّفس الغاضبة بالماء فتهدأ لذلك ، و إذا كان الإنسان واقفاً جلس أو اضطجع و كلّ ذلك من الأساليب لتهدئة النّفس و تسكينها .