يشكو بعض الناس من أعراض مرض البواسير، ويأجّلوا الذهاب إلى الطبيب للكشف عن أنفسهم؛ ممّا يسبب لهم الكثير من الآلام، وغالبًا تكون أعراض المرض واضحة من نتوءات منتشرة حول المستقيم وتسبب ألمًا وحكة في الشرج أو ألم، مع نزول دم أثناء البراز.
وتتكون البواسير من عناقيد للأوعية الدموية التي تضخمت في الشرج تحت الغطاء الذي يبطنه مباشرة، وتظهر حين تتضخم الأوعية الدموية الموجودة في المستقيم، وتنتج عن الشد أو الضغط وذلك بسبب حركة الأمعاء عند حدوث عملية الإخراج،
وتكون البواسير إمّا داخلية أو خارجية فالداخلية هي ما وجدت داخل المستقيم وقد تخرج من الشرج وتحدث نتوء أثناء عملية البراز فقط، وربّما يصير دائمًا ويسبب آلامًا شديدة، أمّا البواسير الخارجية توجد تحت الجلد الذي يحيط بالشرج، وقد يحتوي على جلطات دموية تسبب تكوين نتوء شديد ومؤلم.
ومن الما هى اسباب التي تؤدي لظهور البواسير: حدوث الإمساك بشكل مزمن وشبه دائم، ومعاناة في صعوبة عملية الإخراج، كبر السن والتقدم في العمر، والحمل بشكل متكرر دون ترك مسافة زمنية بين كل حمل وآخر، والجلوس الطويل في المرحاض، كما أنّ استخدام الملينات يسبب البواسير، كذلك قد يرث الشخص عن أحد والديه أو كلاهما مرض البواسير.
وحين يكون الألم في أشدّه يتوجه المصاب إلى الطبيب المختص الذي يقوم بعمل عدة فحوص مثل: الفحص السريري، والذي يتمّ من خلال الأصبع والجل، أو بواسطة منظار بأنبوب مضيء، أو الفحص البصري للشرج والمستقيم، وهناك منظارين وهما المنظار السيني المرن لفحص المستقيم والجزء السفلي من القولون، والمنظار الآخر لفحص القولون بأكمله والمستقيم.
وبعد الفحص يحدد الطبيب طرق ووسائل العلاج و دواء المناسبة وهي متعددة، فمنها استئصال البواسير وإزالتها بعمليات جراحية بسيطة، تتمّ تحت تخدير موضعي أو كامل ويسمح للمريض بالأكل والشرب في نفس اليوم، ويخرج في ذات اليوم وهي لا تسبب ألمًا، حيث تعتبر احسن وأفضل الحلول وأسرعها.
ويمكن العلاج و دواء من خلال الربط بحلقات مطّاطية توضع حول قاعدة البواسير التي تكون داخل المستقيم وفتحة الشرج، ثمّ تقوم بمنع الدم عن البواسير، فتموت وتسقط وحدها دون أيّ جراحة، وهي تتم في العيادات ولا حاجة للتخدير، بينما العلاج و دواء بالتخثير يتم من خلال سدّ الأوعية الدموية -بتيار كهربائي أو عبر أشعة الليزر أو أشعة تحت الحمراء- التي تغذي البواسير وهي لا تؤلم ولا تحتاج لمستشفى، بل تتمّ بعيادة الطبيب، أمّا حقن البواسير يعمل على تقليص الأوعية الدموية التي تورمت، وهي أيضًا لا تؤلم وتنفذ سريعًا ولا تحتاج لتخدير.
وهناك بعض التقنيات الحديثة التي تعالج البواسير جراحيًا دون إحداث نزف أو آلام ولا يحتاج المريض لمسكنات بعد عملية الجراحة، ويخرج المريض بعد سبع ساعات من إجراؤه للجراحة ومن هذه التقنيات جهاز (HAL-DOPPLER II) الذي يعتمد على الموجات فوق الصوتية.
ويجب على المصاب بالبواسير الإكثار من شرب الماء والتقليل من الشاي والقهوة، كي لا يصاب بالإمساك، واتّباع نظام غني بالألياف مثل: الخبز والخضراوات الطازجة المتنوعة، وإنّ استخدام مكعبات الثلج ووضعها على الباسور لمدة عشرة دقائق يخفف من أعراض البواسير المؤلمة والالتهابات، كذلك الاعتناء بالنظافة الشخصية والمتابعة مع الطبيب المختص لتفادي أيّ تطورات مؤلمة.
ولمزيد من المعلومات ننصحكم بمشاهدة فيديو تتحدث فيه الدكتورة نغم القرةغولي أخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار عن علاج و دواء البواسير باستخدام جهاز THD.