الفتق الرياضي هو تمزق الأغشية والأوتار في أسفل البطن في منطقة تسمى المنطقة الإربية وقد يكون الفتق إما على الجهة اليمنى من أسفل البطن أو الجهى اليسرى ، ونتيجة لهذا التمزق تحدث فتحة في جدار أسفل البطن من دون أي إنتفاخ واضح .
نسب هذا الفتق للرياضيين نتيجة الإصابات التي يتعرضوا لها عن طريق الحركات المباغتة وحركات الإلتواء كالتزلج على الجليد أو لعبة القدم أو التنس ...، وجميع هذه الحركات إن كانت قوية تسبب تمزق أغشية البطن الداخلية السفلية في المنطقة الإربية ، ومن المعروف عن الرياضيين قوة عضلاتهم ومتانتها إذن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يصاب الرياضيين بفتق بالرغم من عضلاتهم القوية والتي تتحمل أقوى الصدمات ؟
الجواب : إن المنطقة السفلية من البطن تتصف برقتها بطبيعة الحال سواء للرياضيين أو الأشخاص العاديين فعادة الفتق الرياضي لا يحدث في العضلات القوية للبطن وتكون المنطقة في أسفل البطن مهيأة أكثر من غيرها لحدوث تمزقات في الأنسجة والأربطة .
تسمى منطقة أسفل البطن بالمنطقة الإربية ، ويحدث الفتق بخط مائل على طول هذه القناة ويوجد في داخل المنطقة الإربية في الرجل أنبوب يسمح لمرور الحيوانات المنوية أما الإناث فيوجد الرباط الداني الذي يمتد إلى المهبل .
يصاحب الفتق الرياضي ألم في منطقة الفتق مع وجود قليل من التورم والإحمرار ، وألم يمتد إلى الفخد ويضغط على الأعصاب ، كما من الممكن حدوث بعض الإرتخاء والكسل والخمول في العضلات يؤدي إلى ضعفها وضمورها في بعض الأحيان ، إن ما يميز الفتق الرياضي عن غيره أنه على الأغلب يكون الإنتفاخ قليلاً أو قد لا يحدث من الأصل ، وهناك أشخاص كثيرون قد تعرضو لبعض الإصابات ولا يدركون أن لديهم تمزق في أغشية البطن السفلية .
يتم فحص وتشخيص الحالة عن طريق الطبيب وأخذ صور رنين مغناطيسي وقد يقوم الطبيب بوصف المسكنات ومضادات الإلتهاب والتورم والإنتفاخ والتواصل بممارسة العلاج و دواء الطبي وأخذ قسطا من الراحة حتى تخف الأعراض ولا يوصى أبدا بوضع حزام داعم للمنطقة الإربية لأن هذه المنطقة رقيقة جدا ولا تتحمل الضغط أكثر من ذلك كما أن وضع الأحزمة يزيد الأمر سوءاًويجعل الفتق يكبر .
ويجب عدم إهمال العلاج و دواء إذ أن إهماله يؤدي إلى كبر بالفتق وخروج جزء من أمعاء المعدة إلى الخارج مما يؤدي إلى ضعف الأمعاء وموتها وإختناقها وتعتبر هذه الحالة من الحالات الخطيرة التي تستدعي الجراحة فوراً ، وفي الحالات المتقدمة التي يكون الفتق فيها كبير ليس هنالك سوى الجراحة كاحسن وأفضل حل لإنهاء الألم وتفادي تفاقم المشكلة .
يتم إجراء هذه العملية من قبل جراح مختص حيث يقوم بإجراء الفحص السريري ومن ثم أخذ صور مقطعية وصور رنين مغناطيسي حيث تجرى العملية بتخدير كامل أو موضعي أو نصفي كل حسب رغبته ثم يقوم الطبيب بإرجاع ما تدلى من الفتق وتخييط الفتق أو إضافة رقعة عبارة عن شبكة تعمل على زيادة وقوة منطقة الفتق .
وقد يتعرض البعض إلى حساسية إتجاه الرقعة الداعمة فيضطر الطبيب لإعادة العملية لإستخراج الشبكة وإعادة تخييط الفتق مرة أخرى ، يقوم الطبيب بوصف المسكنات والمضادات حتى يلتئم الجرح تماما .
ويستطيع الشخص الذي أجرى العملية بممارسته حياته الطبيعية دون جهد كبير أو طافة كبرى ، كما أن الأشخاص الرياضيين يستطيعوا البدء بممارسة نشاطاتهم بالتدريج دون بذل مجهود عضلي دفعة واحدة .