يعتبر جسم الإنسان أحد أكثر المخلوقات في الكون كلّه تعقيداً وأقربها للكمال فيحتوي هذا الجسد على العديد من الأجزاء والمواد الكيميائية التي تتفاعل مع بضها البعض لكي تقوم بمختلف الوظائف الحيوية التي نقوم بها خلال نشاطاتنا المختلفة، وإنّ أحد المواد الموجودة في جسم الإنسان والتي تؤدي وظائف مهمة جداً هي الأنزيمات.
فالأنزيمات في الواقع هي نوع من أنواع البروتينات التي تعمل على القيام بعملية كيميائية أو تسريعها في داخل الجسم دون أن تدخل هذه الأنزيمات في العملية بنفسها إذ إنّها تقوم بالارتباط بالمواد التي تدخل في هذا التفاعل، ويقوم مبدأ عمل الأنزيمات على خفض الطاقة اللازمة لحدوث التفاعل أو ما يعرف بطاقة التنشيط ، وتحتاج الأنزيمات في العادة إلى ظروف معينة كي تقوم بالمساهمة في التفاعلات الكيميائية كدرجة الحرارة المناسبة ودرجة الحموضة والتي تختلف من أنزيم إلى آخر.
ومن الممكن أن تعمل الأنزيمات على تنشيط العمليات الكيميائية وتسريعها وحدها بوجود درجة الحرارة والحموضة المناسبتين إلا أنها في الغالب تحتاج إلى عوامل أخرى لتساعدها على القيام بتسريع وتنشيط العمليات الكيميائية وتكون هذه العوامل في العادة عبارة عن مواد غير بروتينية بعكس الأنزيمات.
ويتم تصنيف الأنزيمات إلى عدد من الأصناف بحسب المواد التي يقوم الأنزيم بالتأثير ونتائج عليها وعلى تفاعلاتها الحيوية فهنالك الأنزيمات المحللة والتي تقوم على الارتباط بالتفاعلات التي يتم فيها تحليل المواد المعقدة عن طريق كسر الروابط بين جزيئاتها وتحليلها إلى مواد بسيطة كالأنزيمات المحللة للكربوهيدرات التي تعمل على تحليل السكريات إلى أشكال أبس قابلة للامتصاص من خلايا الجسم كالجلوكوز، وهنالك أيضاً الأنزيمات المحللة للبروتينات التي تعمل على المساعدة في تكسير الروابط بين جزيئات البروتينات خلال عملية الهضم.
وهنالك أيضاً مجموعة أخرى من الأنزيمات كالأنزيمات المفسفرة والتي تعمل على فسفرة أي تقوم بتكسير الروابط في جزيئات بعض المواد كالسكربات العديدة وتنشأ روابط جديدةً بينها وبين الفسفور، أمّا النوع الآخر من أنواع الأنزيمات فهي الأنزيمات التي تساعد في عمليات الأكسدة والاختزال فهنالك أنزيمات تعمل على نزع ذرات الهيدروجين من المواد والأنزيمات التي تقوم باستخدام الأكسجين الموجود في الهواء الجوي للقيام بعملية أكسدة المواد ، وهنالك العديد أيضاً من مموعتا الأنزيمة التي حاول عن طريقها العلماء حصر الأنزيمات على قدر الاستطاعة.
ويشكل الاختلال في نسب وتوازن الأنزيمات في جسم الإنسان خطراً على صحته وحياته إذ إنّ نقصان الأنزيمات في الجسم قد تؤدي إلى العديد من المشاكل وعيوب الصحية كالسمنة وزيادة الوزن ومشاكل وعيوب الهضم ونسب السكر في الدم، كما أنّ كريات الدم البيضاء أيضاً والتي تعدّ أحد خطوط الدفاع الرئيسية في جهاز المناعة تقوم بإفراز نوع من الأنزيمات الذي يقوم على مهاجمة الجراثيم في الدم وقتلها.