يعد الدماغ (المخ) أحد أهم الأجزاء في جسم الإنسان، فهو الجزء المسؤول عن التحكم بجميع وظائف الجسم البشري من عمليات حيوية (تنفس وهضم وضخ الدم)، و حركة الجسم والاحساس في جميع أجزاء الجسم، بالاضافة إلى وظائف التفكير العليا والشعور، لكن خلايا الدماغ خلايا حساسة جدا وقابلة للتلف بسهولة لذا يحاط دماغنا بالجزء الأكثر صلابة (الجمجمة)، ويحتوي على الكثير من الأوعية والشعيرات الدموية التي تمد الدماغ بالغذاء والاكسوجين اللازم لبقاءه وقيامه بعمله على أتم وجه.
إنّ أي عطب في هذه الأوعية يؤدي إلى تمزقها وإنتشار الدم منها إلى النسيج الدماغي الهش مما يعمل على تلف الخلايا وتعطيل الأعمال المهمة التي تقوم بها، وهو ما يعرف بـ (نزيف المخ/ الدماغ).
إنّ ما هى اسباب تمزق الأوعية الدموية كثيرة منها:
1. إرتفاع ضغط الدم مما يشكل ضغط على جدران الأوعية الدموية. 2. ترقق جدران الأوعية الدموية بسبب العمر. 3. تجلطات الدم التي تسبب تجمع الدم في مساحة خلف (الجلطة) وإنفجار الوعاء الحوادث وإرتطام الرأس.
ولكن كيف يؤثّر الدم المنتشر في الخلايا الدماغية (العصبية)؟
يؤثر الدم على الدماغ بعدة طرق:
فإما أن يتراكم في الفراغات ويقلل المساحة المتاحة للدماغ مما يؤدي إلى الضغط على الخلايا واتلافها، وإما أن يتراكم على شكل كتلة تعرف بـ (الورم الدموي) تضغط على الأنسة المحيطة وتمنع وصول الدم إلى الأجزاء الأبعد من الدماغ.
من الأعراض التي يعاني منها مريض النزيف الدماغي –والتي ربما نشاهدها وتتطلب منا نقله إلى المشفى في أسرع وقت:
1. الصداع. 2. التنميل والخدران في أجزاء مختلفة من الجسم (حسب موقع النزيف في الدماغ). 3. مشاكل وعيوب في الرؤية والسمع. 4. إضطراب في الكلام. 5. مشاكل وعيوب في التوازن. 6. تشنجات وإختلاجات. 7. فقدان الوعي والدخول في غيبوبة.
هذا وتعتمد الإعراض في الإغلب على مكان النزيف وشدته، ومن واجبنا إذا ما شاهدنا أحداً يمر بهذه الأعراض أن ننقله فوراً إلى المشفى لتلقي العلاج و دواء بأسرع وقت ممكن، ذلك أن الدقيقة وربما أقل قد تكون فارقة في الحفاظ على حياة المصاب، أو في تفادي أضرار دائمة في وظائف جسمه بشكل عام.
عند وصول المريض غلى المشفى فإن أول ما يقوم به الأطباء - إذا لاحظوا أعراض النزيف- هو تصوير المريض بصورة الرنين المغناطيسي للتأكد من وجود النزيف ولمعرفة مكانه، وبعد ان يتم الفحص وتشخيص يبدأ الطبيب علاجه للمريض بناءً على نتائج صورة الرنين والذي عادة ما يحتاج إلى تدخل جراحي للتخلص من الدماء المتراكمة، هذا بالإضافة إلى الإجراءات الأخرى من تخفيض ضغط الدم وإعطاء تنفس اصطناعي لضمان وصول الاوكسوجين إلى خلايا الدماغ.
وفي النهاية سواء أُجريت عملية جراحية للمريض أم لم تُجرى فإن الهدف الأساسي من العلاج و دواء هو الانتهاء والتخلص من الدم الزائد، وتعتمد نتائج العلاج و دواء على سرعة تلقي المريض للعلاج و دواء وعلى حجم التلف في الخلايا، فالخلايا العصبية خلايا غير متجددة مما يعني أن الضرر غير قابل للعلاج، ووظيفة الأطباء هنا هي الحفاظ على ما بقي.