تنادي الكثير من المجتمعات في العصر الحالي بوضع نظام أسري بين كل زوجين يكون كفيلا بتنظيم الأسرة، منعا للانفجار السكاني في بعض البلاد، أو عدم توافر مصادر العيش التي تكفي أعدادا كبيرة من الأطفال ، والخوف من مشاكل وعيوب الفقر ، ولكن الأهم من بين هذا كله الما هى اسباب التي تتعلق بصحة الجنين وصحة الأم . كل عملية حمل عند المرأة تستنزف من جسدها وقوتها ، فهي من جسدها تمد كائن آخر بالحياة إن كان قبل الولادة أو بعدها عن طريق الإرضاع ، وبالتالي لا يتحمل جسد المرأة هذا الجهد بشكل صحي إن كانت فترات الحمل متقاربة ، وهذا إن لم يؤثر على صحتها في المدى القريب فهي ستشعر به في بداية الأربعينات من عمرها .
ويؤثر على صحة الجنين بحيث أن جسد المرأة التي لم تأخذ الوقت الكافي لتحمل مرة أخرى يكون أضعف من أن يؤدي دوره في تغذية الجنين ومساعدته على النمو بشكل صحي وسليم، عدا عن الطفل الذي يسبقه والذي يتم حرمانه من حق الرضاعة الطبيعية بسبب حمل الأم الأمر الذي يؤدي إلى عدم تنشئته تنشئة صحية جيدة . يرد البعض على المنادين بتنظيم الأسرة بأن إنجاب الأطفال واجب ديني ويقولون بحرمانية التنظيم على الرغم من أن هناك آيات قرآنية تبرهن وجود نظام التنظيم الأسري في الإسلام قبل مناداة باقي المجتمعات به ، وهذا عبر شرح آلية الحمل في الدين والأوقات المناسبة له ، وهذا عبر حساب بسيط للأمر يتم بأن تكون المرأة على علم بأن احسن وأفضل سن للإنجاب هو من 22 حتى ال32 وما دون ذلك وما فوق ذلك يؤثر على صحة الجنين لدرجة أنه يمكن أن يولد وهو يعاني من مرض خطير ، خلال هذه السنوات فإذا فرصنا أن المرأة انجبت وهي في سن ال 22 فإنها سترضع وليدها سنتين كما قال القرآن " وفطامه في عامين " ثم تحمل مجدداً لفترة مداها تسع أشهر ، بهذا يكون الفرق بين المولود الأول والثاني من سنتان ونصف حتى ثلاث سنوات .
أمّا عن آلية تنظيم الأسرة فهناك العديد من الطرق ووسائل ، أسلمها للصحة العزل الطبيعي ، أمّا الوسائل الأخرى فهي تتمثل في حبوب منع الحمل، أو تركيب اللولب ، أو ربط الرّحم عند قناة فالوب ، وهذا من شأنه أن يغلق المكان الذي تتم فيه عملية التخصيب فيمنع التقاء الحيوان المنوي في البويضة .