داء الذئب له أسماء عديدة ترتبط ارتباطا وثيقا بالأعراض التي يسببها المرض. من هذه الأسماء: (الذئبة الحمامية الجهازية)، أو (الذئبة الحمامية المجموعية) أو (الذئبة الحمراء الجهازية) أو (الذئبة الحمراء) أو (الذؤاب الحمامي)، ويطلق عليه باللغة الإنجليزية (Systemic Lupus Erythematosus) و يرمز له بـ (SLE). وقد استخدمت هذه لوصف الشبه بين شكل الطفح الذي يسببه المرض على الوجه؛ وقد قيل أن سبب هذه التسمية مرتبط بالذئب لتشابهه مع شكل الفرو على وجه الذئب، أو للتشابه الكبير بين شكل الطفح و عضة الذئب فهي خشنة و منقطة، أو للشبه بين شكل الطفح و قناع و ماسك الذئب الذي كانت النساء الفرنسيات يلسبنه لإخفاء الطفح على وجوههن.
عرف هذا المرض في القرن الثالث عشر، وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية، غير معد، ولا ينتقل إلا بالوراثة، يصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة 90%، وهو مرض مزمن عضال لا يتم شفاؤه لكن معالجة الإلتهابات التي يسببها المرض والتخفيف وانقاص منها حتى لا تتلف أنسجة الجسم. من أهم سماته الطفح الجلدي على الوجه على شكل فراشة والذي يزيد في حالة التعرض لأشعة الشمس، كما يتميز أيضا بمهاجمته جسم الإنسان على فترات، ويتسبب بحدوث الإلتهابات التي تشعل الجسم تماما كالنار.
سبب حدوث هذا المرض هو تفاعل بين جينات مستضدات الخلايا البيضاء البشرية على كروموسوم رقم 6 و العوامل البيئية، حيث تتسبب العوامل البيئية بحدوث طفرات في هذه المجموعة الجينية وبالتالي حدوث خلل في المستضدات التي يتم إنتاجها. من هذه العوامل البيئية نذكر: الإصابة بالحمى الراشحة، والبثور الخمجية العضوية، وبعض العقاقير، و التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية، والإصابة بفيروسات معينة.
وقد رسم الأطباء المختصون بالروماتيزم وأمراض المفاصل خطاً تشخيصيا محدداً للبت في الإصابة بالذئبة الحمراء، وهو بوجود أربعة أعراض من إحدى عشرة عرضا، ألا وهي: الطفح الجلدي، والحساسية لضوء الشمس، والتقرحات الفموية، والتهابات المفاصل، و التهابات الأغشية الرئوية والقلبية، والتهابات الكلى بالإعتماد على وجود الزلال و الرواسب في البول، و نوبات الصداع والذهان، و فقر الدم ونقص في أعداد بعض أنواع الخلايا البيضاء الدموية، ووجود الأجسام المضادة للحامض النووي، ووجود الأجسام المضادة لأنوية الخلايا. أما مجلس مؤتمر التعاون الدولي للذئبة الجهازية (SLICC) فقد اعتمد الفحوصات المخبرية لأنسجة الجسم وللأجسام المضادة في الدم كوسيلة تشخيصية لمرض الذئب. مثل الأجسام المضادة للحمض النووي الرايبوزي منقوص الاكسجين (Anti-DNA)، و الذي يمكن الإعتماد على قياسه بشكل متكرر لقياس نشاط المرض، حيث يدل ارتفاع نسبتها على نشاطه، و الأجسام المضادة لأنوية الخلايا (Anti-nuclear antibody-ANA)، والأجسام المضادة للبروتينات التي ترتبط بالحامض النووي الرايبوزي (RNA) و التي تسمى بـ (Anti-Sm)، و وجود الأجسام المضادة للدهون الفسفورية (Antiphospholipid antibody).
أمّا علاج و دواء المرض فيكون أولا باتباع حمية غذائية عن الأطعمة التي تزيد من قوة الإلتهابات في الجسم، وبممارسة التمارين الرياضية، وبالإبتعاد عن التوتر، وتناول العقاقير المضادة للإلتهابات حسب رؤية الطبيب المعالج، لكن في الغالب يكون الكورتيزون هو العلاج و دواء الأنسب لهذا المرض.