الأمراض التي تصيب الإنسان إذا تم إحصائها ستكون النتيجة بالآلاف ، حيث ان تلك الأمراض تتنوع و تتعدد مصادرها بين فيروسات و فطريات و عيوب خلقية ، إلى جانب الأمراض النفسية التي تعد من الأشياء الهامة و المؤثرة على صحة الإنسان و حياته و تعامله مع البشر ، و هناك من يعترض على ذلك بأن الأمراض النفسية و علم النفس لا يعد أحد العلوم التي يمكن الأخذ بها لأنه علم غير قائم على التجربة و الملاحظة ، أي أنه لا توجد له قوانين ثابتة و محددة ، بل تختلف كل حالة عن الأخرى بحسب الشخص ، و العديد من العوامل البيولوجية و الإجتماعية و الإقتصادية التي نشأ عليها أو مر بها .
و خلاصة القول في ذلك أن العلاقة الوطيدة و التكاملية بين الصحة النفسية والجسمانية أكبر دليل على أهمية وفائدة الأمراض النفسية ، و أهمية وفائدة التعامل معها بشكل جاد . فمن المعروف أن الإصابة بالأمراض العضوية المزمنة تؤثر على نفسية الإنسان و تغير من شخصيته ، و العكس صحيح ، فالأمراض النفسية تؤدي إلى تفاقم مشاكل وعيوب عضوية و قد تصيب الإنسان بأضرار بالغة و لا شفاء منها ، خاصة في المخ .
و الفوبيا هي الكلمة اليونانية التي تعني الرهاب ، و هو أحد ألأمراض النفسية التي تعبر عن الخوف المتواصل و المبالغ فيه بشكل غير طبيعي من أشياء معينة عند وقوعها أو التفكير في حدوثها ، و يؤثر هذا الخوف أو الرهاب على حياة المريض الإجتماعية لأنه يجعله في قلق متواصل و ضيق من تلك الحالة ، ففي معظم حالات الرهاب المسجلة و المعروفة يكون المرضى واعين تماماً لحالاتهم و أنها عبارة عن خوف غير مبرر ، و لكن لا يستطيع المرضى التغلب على تلك المخاوف و تجاوزها ، و يلزم الأمر إستشارة الطبيب النفسي أو المعالج النفسي للعمل على الانتهاء والتخلص من تلك المشكلة .
و يعتبر الرهاب من المشاكل وعيوب الجمة في عالم المرض النفسي ، لأنه يؤثر بشكل مباشر على عمل أجهزة الجسم وقت حدوث نوبة الرهاب ، فالمصابين بالخوف من الأماكن المغلق أو الكلوستروفوبيا على سبيل المثال لا يستطيعون التنفس و تصيبهم حالات من الهيستريا و الدوار و سرعة نبضات القلب ، مع صراخ شديد عند البعض أو بكاء ، و تصل الحالات إلى الإغماء ، و هكذا بالنسبة لباقي أنواع الرهاب أو الفوبيا التي يمكن أن تؤثر على ضعاف القلوب و تؤدي إلى الوفاة .