ربع الأطفال في المدارس مصابون بالسمنة!
حسب احصائيات منظمة الغذاء العالمية فإن السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال زادت بنسبة 60% منذ عام 1990 وحتى عام 2010. حيث كانت تشكل 4.2% ويتوقع أن تصل إلى 9.1% في عام 2020 وتزداد الأمور سوءاً في الدول المتطورة.
نسبة السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال ازدياد يعني ازدياد انتشار الامراض المتعلقة بالسمنة وزيادة الوزن أيضاً من سكري وأمراض قلب وشرايين من عمر صغير. هذا وقد أثبت الإحصائيات أيضاً أن الأطفال الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن في عمر صغير ( عمر المدرسة) يحملون معهم السمنة وزيادة الوزن مدى الحياة إذا لم تتم معالجتها مبكراً.
فإذن المطلوب منا جميعاً في كافة الفئات من أخصائيي تغذية وأطباء ومدرسات والأهم كآباء وأمهات أن نعمل كفريق واحد للحد من انتشار هذه المشكلة وتفاقمها في بيوتنا أولاً لتمتد وتصل لصفوفنا وللبئية المحيطة بنا ومجتمعنا بالأكمل.
فماذا علينا ان نفعل؟
جزء كبير من ازدياد نسبة السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال هي ازدياد انتشار الأجهزة الاكترونية والتي أدت إلى انخفاض النشاطات اليومية التي اعتاد الأطفال على ممارساتها، فبالكاد نرى اطفال يلعبون على الدرجات أو يركضون في الملاعب وحتى أن بعض الألعاب التي اعتدنا أن نلعبها في صغرنا قد انقرضت. إذا سألت طفلك عن لعبة السبع حجار أو نط الحبل أو الحجلة سيكون الجواب، ما هذه اللعبة؟ كنا في السابق نواجه مشكلة التلفاز أما الآن فقد كثرت الأجهزة الإلكترونية بحيث أصبح السيطرة عليها أصعب بكثير.
حرمان الأطفال من هذه الألعاب بالطبع ليس هو الحل لأن انخراط الأطفال مع رفاقهم يصبح أصعب. إنما علينا :
- أولاً: الحد من استخدام الأجهزة الإكترونية وتخصيص مدة معينة لإستخدامها.
- ثانياً: تشجيع الألعاب التي تحتاج لحركة والقيام بمجهود بدني وتخصيص مدة معينة للقيام بها.
ويبقى الجزء اللأهم والسبب الرئيسي في سمنة الأطفال وهو الغذاء! ماذا نقدم لأطفالنا؟
تبدأ التغذية الصحيحة من المنزل ولا تقتصر فقط على ما نقدم لاطفالنا من غذاء انما ما نقدم لهم أيضاً من نصائح وتوعية صحية وما نقوم به أيضاً كآباء لأن الأبناء يقلدون آباءهم ويعتبرونهم القدوة، فالعادات الغذائية الصحية وراثية.
توعية غذائية:
الأطفال في عمر المدرسة يدركون جيداً المعلومات المقدمة لهم، لذلك من المهم جداً ان نبدأ بتقديم المعلومات الغذائية المبسطة لهم:
- تمييز الطعام الصحي عن الطعام غير الصحي: تصنيف الأغذية إلى اغذية مفيدة وغير مفيدة مهم جداً حتى يستطيع الأطفال اختيار الغذاء المناسب لهم حتى بدون وجود الام معهم. التركيز أيضاً على اهمية الغذاء لجسمهم حتى يستطيع الأطفال إدراك أهمية وفائدة هذا الغذاء. مثلاً: شرب الحليب مهم جداً لأن يجعل عظامك قوية، تناول الخضروات تحميك من الإصابة بالامراض، تناول اللحوم يساعدك ان تنموا جيداً وغيرها. والأغذية الغير صحية تزيد من السمنة وزيادة الوزن وتجعلك عرضاً للأمراض والأطفال يكرهون المرض لأنه يمنعهم من اللعب ومرافقة أصحابهم.
- عدم استخدام الغذاء كمكافئة أو جزاء: وهذا منتشر جداً في مجتمعنا! مثلاً اذا قمت بواجباتك سأعطيك حلوى. مثل هذه العبارات وكلمات وعبارات تنمي في الأطفال الشعور بأن هذه الأغذية ممتازة وتعطي شعور البهجة وبالتالي تصبح مفضلة اكثر لهم لأنها بالإضافة إلى طعمها اللذيذ ارتبطت أيضاً بشعور الرضى والمكافئاة من الأهل. إنما الاحسن وأفضل مثلاً أن نشجع الأطفال بنشاط رياضي يجمع الأهل، مثلاً إذا قمت بواجابتك سأرافقك بجولة على الدراجة أو ألعب معك بالكرة.
الغذاء المناسب الأطفال:
ازدياد انشغال الآباء في هذه الأيام وانتشار الأغذية السريعة من أهم العوامل التي رفعت نسبة السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال. لكن علينا أن نحاول إبجاد الحلول المناسبة حتى لا ينعكس تطور مجتعمنا سلباً على صحة اطفالنا.
- تنظيم الوجبات: أهم خطوة في التغذية الصحية هي تنظيم الوجبات اليومية. من الضروري جداً أن يعتاد الأطفال على تناول الوجبات الرئيسية بأوقات معينة. فهنالك أولاص وجبة الإفطار ثم وجبة الغذاء الرئيسية ووجبة العشاء ويتخلل ذلك وجبات خفيفة – سناكس. ويجب تحديد أوقات معينة لكل وجبة حتى لا تصبح الوجبة الخفيفة وجبة رئيسية. اذا استطعنا تحديد هذه الوجبات نكون ساعدنا أطفالنا أيضاً في تحديد كمية الطعام المتناول يومياً. هذا لا يمنع طبعاً من بعض التغيير في ظروف معينة إنما الأهم وجود قاعدة رئيسية. من ملاحظاتي الشخصية بالعامل مع الأطفال كانت أكبر مشكلة هي عدم وجود وقت مخصص لتناول الوجبات خاصة الرئيسية.
- كمية الغذاء في كل وجبة: من الضروري جداً الانتباه لكمية الطعام التي تقدم للاطفال بحيث تكون مناسبة لعمرهم وأن لا نقارنها بما يتناوله الكبار. أيضاً بعض الأطفال يرغبون دائماً باعادة ملئ الطبق لذلك يفضل أن نبدأ بكمية اقل من المطلوبة حتى اذا طلب مرة أخرى نكون لم نتعدى الحدى المطلوب. كمية الوجبة الخفيفة يجب أن تكون ربع كمية الوجبة الرئيسية.
- نوعية الغذاء في كل وجبة: نوعية الوجبة أهم بكثير من كميتها و هو الجزء الذي تغفل عنه معظم الأمهات. مثلاً كيس صغير من الشيبس يحتوي على الأقل على (300 سعرة) حرارية بينما 3 أكواب من البشار تحتوي فقط على (100سعرة) حرارية وكلاهما مفضل لدى الأطفال. لذلك من الضروري جداً أن نعير إهتمام أكبر لنوعية الطعام المقدم للأطفال. بشكل عام وحسب توصيات أكاديمية التغذية الأمريكية يجب تقسيم كل وجبة تقدم للأطفال إلى 4 اجزاء بحيث يكون ربع الطبق خضار والربع الثاني فواكه والربع الثالث نشويات ( أرز، خبز، بطاطا. معكرونة) والربع الأخير البروتينات ( لحوم، دجاج، أسماك، البان بقوليات). أما الدهون والحلويات والسكريات فيجب أن تكون بكميات قليلة جداً.
نصيحة من أم:
انتبهوا لصحة أطفالكم لأنها أهم رعاية تقدمونها لهم. لا تلجؤا لأنواع ريجيم قاسية وغير مدروسة لأنها ستؤثر سلباً على نموهم وعلى شخصيتهم، العديد من الأطفال سلكوا طريق السمنة وزيادة الوزن كردة فعل عكسية للأنظمة القاسية. اتبعوا أنظمة غذائية خاصة للأطفال ومدروسة بطريقة علمية و منظمة حسب طفلك شخصياً لأن كل طفل له طريقة تعامل تخص به. اجعلي الغذاء الصحي متعة لكل أفراد الاسرة وليس عقاب للطفل السمين فقط.
الأخصائية: رزان شويحات