تعتبر الإصابة بمرض الصفراء شائعاً عند الأطفال حديثي الولادة وبالأخص أولئك الذين يتم ولادتهم قبل موعد الولادة وهي 9 أشهر. وهنا يتوجب على الأم مراقبة طفلها جيداً. وتكون بتلون الجلد وبياض العينين باللون الأصفر، ويمكن تقسيم الصفراء إلى نوعين: الأول وهو الصفراء التي تظهر بدرجة بسيطة وتكون طبيعية في جسم الطفل والتي يصاب بها بعد ولادته بقليل وسرعان ما تزول. أما النوع الثاني فهي الصفراء التي تحتاج إلى علاج و دواء والتي تصيب الطفل منذ اللحظة الأولى لولادته وهذا النوع يحتاج إلى العلاج.
يعود سبب الإصابة بالصفراء التي تكون طبيعية إلى أن الطفل يولد بكمية زائدة عن حاجته من الدم ليتأقلم على العيش خارج رحم الأم، وبهذا يبدأ الجسم بالانتهاء والتخلص من هذه الكمية الزائدة من الدم ويكون ذلك من خلال تكسير كريات الدم الحمراء وبالتالي يتحول قسم من الهيموجلوبين الناتج عن تكسير تلك الخلايا إلى مادة البيلوروبين والتي تتراكم بالدم مما يؤدّي إلى تلوّن الجلد باللون الأصفر. وهذا النوع من الصفراء لا يحتاج إلى علاج و دواء بل سرعان ما يزول مع استمرار الرضاعة الطبيعية.
أما بالنسبة للصفراء المرضية: فهي تصيب الأطفال بصفراء شديدة في الجسم مما يتطلب إجراء الفحوصات اللازمة للطفل. وتكون هذه الفحوصات ليعرف الطبيب مستوى مادة البيلوروبين في الدم، ومن المعروف أنها تصيب الأطفال الذين يعانون من نقصان في الوزن وبذلك يكون الكبد يكون غير مكتمل حيث أنه لا يستطيع أن يقوم بالانتهاء والتخلص من الكمية الزائدة من مادة البيلوروبين . وبالإضافة إلى أنها تصيب أيضا الأطفال المصابين بمرض في الدم أو مرض في الكبد. أو بسبب انسداد في قنوات الكبد الصفراوية، وفي هذه الحالة يجب على الطفل تلقي العلاج و دواء اللازم ، لأن الصفراء في الدم تكون قد تراكمت في الدم مما يؤدي إلى مضاعفات.
يمكن معرفة الصفراء عند الطفل من خلال ملاحظة رضاعة الطفل، فإذا لم يكن لديه الرغبة في الرضاعة فهي إحدى أعراض الإصابة بالصفراء، بالإضافة إلى انخفاض نشاط الطفل بشكل لافت للانتباه وأخيرا وجود إصفرار في جسم الطفل ويتركز أكثر في بياض العين، وفي بعض الأحيان قد يصف الطبيب للطفل التعرض للضوء لإزالة الإصفرار لأن هذه المادة حساسة للضوء وإذا كانت نسبة الاصفرار عالية لديه قد يؤدي إلى دخوله إلى المستشفى لتلقي العلاج و دواء المناسب.
في الختام نقول أن احسن وأفضل طريقة لتوضيح نسبة الصفراء عند الطفل هي القيام بعمل تحليل للدم.
