لقد أصبح موقع الفيس بوك أو الـ(Facebook) في زمننا الحاضر من أهم المواقع على الشبكة العنكبوتية؛ وأكثرها زيارة يومياً. فمن شبه المستحيل أن تجِد شخصا على هذا الكوكب ليس له حساب على الـ(Facebook)، ولا يتعامل معه بشكل يومي مرة واحدة على الأقل. وهذا الموقع تم تصميمه أصلاً لغايات التواصل الاجتماعي؛ ومشاركة الأهل والأصدقاء الصور وملفات الفيديو واللحظات الممتعة والمشاعر الإنسانية، حتى الحزين يكتب على صفحته أنه حزين ويبدأ الأهل والأصدقاء بمواساته لمعرفة سبب حزنه وإخراجه منه بشتى الوسائل.
وكون هذا الموقع له شعبية كبيرة على مستوى العالم، فقد حاول العديدون من القراصنة وغيرهم اختراقه، وهناك من يحاول اختراقه للحصول على معلومات عن المستخدمين، وهناك من يحاول أن يخترق حساباً لشخصٍ مُعيَّن، قد يكون لسرقة معلوماته الخاصة؛ أو لغايات التخريب ليس إلا، وقد يكون بهدف الابتزاز في بعض الأحيان؛ إذا كان الشخص لديه أموراً يحتفظُ بها في ملفه لأغراضه الشخصية. ونظراً لشدة الطلب على معرفة طُرق اختراق الـ(Facebook) في الآونة الأخيرة، فقد عمل بعض القراصنة برامجاً يمكن من خلالها التطفُّل على حسابات الأشخاص؛ أو حتى سرقة الحساب منهم. وكل هذه البرامج تعتمد بشكلٍ رئيسي على الحصول على البريد الإلكتروني للمستخدم وكلمة المرور. إن أي طريقة أو نشرة دِعائية من أحد الأشخاص أن عنده نصَّاً (Script) أو كود (Code) يمكِّنه من اختراق الحسابات على الـ(Facebook) فهو ضربٌ من النصب والاحتيال، وإن من يقوم باستخدام هذا النَّص أو الكود؛ فسيقع ضحية القراصنة الذين قاموا بتصميمه.
من أشهر الطُّرق للحصول على اسم المستخدم وكلمة المرور، هي بتصميم صفحة زائفة للموقع وإرسالها برسالة للشخص المستهدف، وعندما يقوم بفتح الصفحة؛ سيطلب منه الموقع إدخال البريد الإلكتروني وكلمة المرور، وبعد ان يضغط الشخص المُستهدف على "تسجيل الدخول"؛ يقوم الموقع بإرسال البريد الإلكتروني وكلمة المرور للقرصان الذي أرسل الرسالة، وهكذا تقعُ الفريسة في الفخ طواعية. أما عن الطريقة الأخرى التي فيها نصٌّ كتابي؛ ويُطلب من الشخص أن يعمل له نسخ ولصق في قائمة الأوامر باستخدام الزر (F12)؛ فهذه طريقة إما لسرقة الحساب، أو من أجل التحكُّم في الحساب ليعمل إعجابات كثيرة لعددٍ من المواقع التي لم تزُرها من قَبل، وهي الطريقة التي يعتمدها الأشخاص الذين يعلنون عن زيادة عدد المعجبين والمتابعين للصفحات، فستجد أنه في كل فترة يتغيَّر شكل النصّ أو الإعلان؛ وذلك لتغيُّر المُعلنين وطالبين الإعجابات.
اختراق الـ(Facebook) أو غيره من المواقع؛ ليس بالعمل الأخلاقي على الإطلاق، وهو عملٌ غير قانوني في كل دول العالم؛ ويُعاقِبُ القانون على مِثل هذه الأفعال بشِدَّة. أما بالنسبة لاختراق الـ(Facebook) فهو نوعٌ من التجسُّس على الغير وهذا الأمر مرفوضٌ في ديننا الحنيف لقوله تعالى (يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا)، وفي الحديث؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا)، والشاهد في الآية الكريمة والحديث الشريف هو "لا تجسَّسوا"، فهو أمرٌ محرَّمٌ ولا يجوز الخوض في مثل هذه الأمور، وتذكَّر دائماً المقولة التي تقول "وعلى الباغي تَدورُ الدوائر".