احتلّت مواقع التّواصل الإجتماعيّ الحديثة جانباً مهماً في قطاع التّكنلوجيا و الشّبكة العنكبوتيّة الإنترنت ، و أصبحت تشكّل أهميةً لمستخدمي الإنترنت و تحتل جانباً كبيراً من اهتماماتهم حتى أصبح التّهافت على شراء هذه المواقع من قبل الكثير من الشّركات الرّائدة في هذا المجال ، فأصبح الإعلام يتحدّث عن صفقاتٍ بملايين الدولارات بل تصل إحياناً إلى مليارات كما حصل حين استحوذت شركة الفيس بوك على تطبيق الواتس أب حيث دفعت مقابل ذلك مبلغ عشرة مليارات دولار في صفقةٍ عجيبةٍ .
و من التّطبيقات التي ظهرت قبل بضع سنوات و انتشرت تطبيق يسمى أنستغرام حيث قام بإنشاءه شاب يدعي كيفن ، كان كيفن في أثناء الجامعة يكعف على إنشاء تطبيق لتسهيل عملية رفع الصّور على الإنترنت لصعوبة ذلك على الفيس بوك ، فقام بابتكار تطبيقٍ و نشره لكنّه لم يحالفه الحظّ فيه على الرغم من تلقيه دعماً في بادىء الأمر لتأسيس ذلك ، لم ييأس كيفن أو يستسلم فقد وضع هدفاً له يسعى للوصول إليه منطلقاً من أسسٍ و أسبابٍ جعلته يسعى لذلك منها أن شبكات التّواصل الإجتماعيّ كالفيس بوك يوجد فيها صعوبةً نوعاً ما أو تأخيرٌ بتحميل وتنزيل الصّور و مشاركتها ، و كذلك إجراء التّعديلات و الفلترة على الصّور ، فقام عام 2010 بابتكار تطبيق سماه أنستغرام ليتيح لمستخدمي الهواتف الذكيّة كالآيفون و الآيباد رفع الصّور ، و من ثمّ قام بتطوير التّطبيق ليصبح متاحاً لأصحاب الهواتف الذكيّة التي تعمل بنظام الأندرويد ، فانتشر التّطبيق حيث وصل عدد مستخدمية إلى ملايين البشر يتشاركون الملايين من الصّور كل يومٍ بمزايا منها سهولة تحميل وتنزيل الصّور عبر هذا الموقع ، و إمكانية عمل تعديلاتٍ و فلترةٍ على الصّور لتخرج بصورةٍ اجمل وافضل ، و كذلك إمكانية مشاركة هذه الصّور عبر مواقع التّواصل الإجتماعيّ المختلفة ، فتطبيق أنستغرام تعرف ما هو إلا تعبيرٌ عن قصّة نجاحٍ لشابٍ ابتدأ حياته البسيطة بحلمٌ سرعان ما تحقّق ليصبح إنجازاً يستفيد من ميزاته الملايين عبر العالم ، و هذا هو النّجاح و الإبداع في حياتنا و هو أن يضيف الإنسان إلى مجتمعه إضافةً تعمل على تيسير حياة النّاس و تطويرها ، و تسير في ركب التّكنلوجيا المتطوّرة و المتسارعة ، و نبقى أن نقول أنّ الحكمة ضالة المؤمن فهو مأمورٌ أن ينظر في تجارب الآخرين و الإستفادة منها بل و قد حثّ ديننا على أنّه إذا عمل أحدنا عملاً أن يتقنه ، فالإتقان مطلوبٌ في العمل و إنجاز الأعمال في صورةٍ متقنةٍ خيرٌ من إنجازها بصورةٍ غير متقنة .