اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
أينما نوجه أبصارنا , ونلف عقولنا في التفكير , تظهر أمامنا نعمة من نعم الله علينا والتي لا حصر لها ، ومن هذه النعم التي أنعمها االه تعالى علينا والتي قد لا ينتبه إليها البعض هي (نعمة الستر) وهي رحمة من الله سبحانه وتعالى ، فقد ألبس الله عز وجل عباده لباس الستر من الناس ، فقد قيل في الستر : " شـر لو بدا ما تعاشروا... ولكن كساه الله ثوب غطاء"
وقال بعض السلف الصالح: "لو تعلمون مني ما أعلم من نفسي لحثوتم على رأسي التراب " .. فتخيل أيها الإنسان لو أن كل من يفعل أي ذنب عامداً أو غير متعمد أن تبدو عليه سمة الذنب التي تكشف هذه الذنوب ، وتجعل كل من يرى صاحب الذنب أن يعرف أنه مذنب وتعرف ما هو ذنبه! فكيف سيكون موقف الإنسان ف هذا الحال؟!
عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن قال : "إن في الحسنة نوراً في القلب , وزيناً في الوجه , وقوة في البدن , ورحبة في الرزق, ومحبة في قلوب الخلق , وإن للسيئة ظلمة في القلب , وشيناً في الوجه , ووهناً في البدن, ونقصاً في الرزق , وبغضة في قلوب الخلق" إن الله عز وجل يستر على الإنسان ، وبستره على الإنسان يغر الناس به ، فإن مدحوا ابن آدم ما فإن الفضل لله تعالى وحده لا شرك له ، في ستره على الإنسان من أعين الناس حتّى أحسنوا الظنّ به ، ولذلك من أكرم إنسان إنّما أكرمه لجميل من الله وهو ستره على الإنسان ، فالفضل يعود لمن أكرم الإنسان في الأساس وستره ، وليس لمن مدحه وشكره ؛ولذلك كان الصحابة ، والسلف الصالحين –رضوان الله عليهم أجمعين- فإذا مدحوا قال قائل منهم ، (كما روي ذلك عن بن مسعود ،وأبي بكر الصديق –رضي الله عنهما-) : " اللهم أنت أعلم منى بنفسى وأنا أعلم بنفسى منهم اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون واغفر لى ما لا يعلمون ولا تؤاخذنى بما يقولون "
فلم يغتروا بهذا ، وربّما فتح الله لنا باب الطاعة والعبادة ، وما فتح علينا باب القبول فليست كل طاعة مقبولة ، وربّما فتح علينا باب المعصية ، وكانت سبباً في الوصول ، لأنّه كما قيل : "معصية تجلب ذلاًّ وافتقاراً ، خير من حسنة تجلب فرحاً ، واغترارا" ، وهذا من الأمور المعروفة.
ومن أدعية الستر والمغفرة:
" اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت, فاغفر لي مغفرة من عندك, وارحمني, إنك أنت التواب الغفور الرحيم".
" اللهم ألبسنا ثوب الستر في الدنيا،والآخرة."
" اللهم استرني كما سترت نفسك بنفسك لاعين تراك ولا يد تمسك "
" ياكريم اللهم ياذا الرحمة الواسعة يا مطلعا على السرائر و الضمائر و الهواجس و الخواطر , لا يعزب عنك شيء , أسألك فيضة من فيضان فضلك , و قبضة من نور سلطانك , و أنسا ً و فرجاً من بحر كرمك , أنت بيدك الأمر كله و مقاليد كل شيء فهب لنا ما تقر به أعيننا و تغنينا عن سؤال غيرك , فإنك واسع الكرم , كثير الجود , حسن الشيم , فببابك واقفون و لجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم "