إن الحمل لهو نعمة من الله سبحانه وتعالى وهبةٌ منه لعباده، والأمومة هي من أعظم الغرائز وأقواها عند كل امرأة، حتى أن المرأة التي يتأخر حملها؛ تبدأ في المحاولات المتعددة لتحصل على هذه النعمة، فمن زيارات للأطباء والمختصين؛ إلى تكثيف الجهود في العلاقة الحميمة مع الزوج، إلى تناول العقاقير التي ينصح بها الأطباء؛ وما إلى ذلك من الأمور التي لا تتوانى أي امرأة عنها حتى تحصل على أعظم شعورٍ في الدنيا؛ وهو شعور الأمومة.
ما إن يمُنَّ الله على المرأة ويحدث الحمل؛ فيجب عليها أن تنتبه إلى أمورٍ كثيرة، فلقد تغيَّرت كل حياتها؛ وبدأ انقلاب في كامل موازينها الحياتية اليومية، فهي الآن غير قادرة على ممارسة الكثير من الأمور التي كانت معتادة عليها في السابق، ويمكن تلخيص هذه الأمور بنوعين، أطعمة محظورة وأنشطة محظورة. إن أول ما يتم حظر المرأة من تناوله فور معرفتها بأنها حامل هما التدخين والكحول بجميع أنواعهم، بل إن بعض الأطباء ينصحون المراة التي تسعى إلى حصول حملٍ لديها بأن تتوقف فوراً عنهم؛ لضمان حصول حمل سليم وقادر على الصمود.فجميع منتجات التبغ من سجائر وأرجيلة والكحول بجميع أنواعها ومستوياتها تؤثر سلباً على صحة الجنين، ومن الممكن أن تؤدي إلى حدوث تشوُّهات لديه، وفي بعض الأحيان قد يؤديان إلى الإجهاض لا سمح الله.
الأطعمة التي يُحظر على المرأة تناولها أثناء فترة هي اللحوم والأسام النيئة أو غير تامة النضج، وكذلك البيض لاحتوائهم على نسبة عالية من البروتين؛ ولأن هذه الأطعمة النيئة قد تحتوي على بكتيريا الكولاي والتي تؤثر سلما على سلامة الحمل والجنين. كما يجب الإبتعاد عن المشروبات الغنية بمادة الكافيين، فالكافيين يؤثر على قدرة الجسم على امتصاص المعادن بمختلف أنواعها، وقد تكون نتيجتها الإجهاض أو في أحسن الحالات حصول حالة الولادة المُبكِّرة. وجبات سريعة التحضير التي عادة تتواجد في المنزل مثل الهوت دوج والبيف برغر وما على شاكلته، والمرتديلا وغيرها من الأطعمة سريعة التحضير، ولكن إذا أردت تناولها فلا تستخدمي المايكرويف لتسخينها أو طهوها، ولكن يجب طهوها جيداً وعلى نارٍ حامية لتتأكدي من تمام نضوجها وموت أي نوع من البكتيريا يمكن أن يكون بها. من العادات اليومية لنا جميعاً؛ هو عدم تناول الخضروات والفواكه إلا بعد غسلها جيداً، وأثناء فترة الحمل يجب أن تزداد هذه العادة للتأكد من نظافتهم جيداً قبل الأكل، بل ويمكن أن تغسلهم أكثر من مرة لتكون متيقنة من خلوها من البكتيريا. يجب تجنب المثلجات (الآيسكريم) بشتى أنواعه؛ وذلك لاحتوائه على بيض نيء وهو أمر يجب على الحامل تجنبه كما ذكرنا سالفاً. يجب على الأم في كل مراحل حملها تجنُّب الأطهمة الغنية بالأملاح، حيث أنه تؤثر سلباً على ضعط الدم عند الأم، وبالتالي ترتفع نسبة الملوحة في الغذاء الواصل للجنين عن طريق الحبل السري؛ وارتفاع نسبة الملوحة في الماء الأمينوسي مما يؤدي إلى جفاف هذا الماء حول الجنين وموته داخل الرحم.
أما الأنشطة التي يجب على الحامل تجنبها فهي الرياضات الجماعية بشتى أنواعها، حيث أن التزاحم قد يؤدي إلى أضرار كبيرة لأن المرأة لا تعرف أي مكان قد يتعرض للإصابة. الرياضات العنيفة كالتزحلق على الماء، حيث أن سقطة واحدة كفيلة بأن تخسر الأم جنينها. قفز الحبل من أخطر ما يمكن أن تفعله الأم أثناء حملها، حيث أن الفقز سيؤدي إلى نزول الجنين من مكنه وبالتالي حصول الإجهاض يُصبح أمراً حتمياً. الإنتباه إلى درجة حرارة المسبح قبل السباحة، فالحرارة العالية للماء تؤثر سلباً على الجنين؛ حيث أن الحرارة الشديدة قد تؤدي إلى حدوث تشوهات لدى الجنين، ومن ضمن هذه الفئة ننصح الأمهات بعدم ممارسة الرياضة في الأيام شديدة الحر؛ والإكثار من شرب الماء والسوائل. يمكن للمرأة أن تمارس الرياضات اليومية بشكل مبسَّط وآمن كأن تستعمل آلة المشي في البيت أو الدراجة الهوائية البيتية التي لا تتحرك من مكانها، ولكن يجب عليها الإنتباه ألا تتعب كثيراً ولا تصل إلى مرحلة الإجهاد.