منذ زمن بعيد يتردّد على مسامع الصغار و الكبار بأنّ فلان أصيب بالحزام النّاري البعض يعرف المعنى و كثير لا يدرون . أود هنا أن أوضّح ماذا يعنى بالحزام الناري :هو أحد الأمراض الجلديّة التي تصيب الكبار و الصغار ، أكثر شيوعاً عند كبار السّن . و الذي يتميّز بألم شديد جداً لدرجة أن اسمه اشتق من شدّة ألمه و كأنّ شخصاً وضع حزاماً مشتعلاً من النّار على خصره . سمّي بهذا الإسم نسبة إلى راهباً أصيب بهذا المرض ( نار سانت انتونيو ) .
سبّبه أحد الفيروسات التي تصيب مسار إحدى أعصاب الجسم بشكل طولي على شكل حزام و الأكثر شيوعاً هو العصب الذي يلتف حول القفص الصدري سواء الجهة اليمنى أو اليسرى أو مناطق أخرى مثل عصب الوجه أو العين أو أحد اليدين أو الأرجل أو كلاهما معا . يظهر بطفح جلدي على شكل حويصلات منفصلة أو متصلة مع بعضها مكوّنة فقاعات بأحجام متفاوتة بين صغيرة و كبيرة مثل فقاعات الحريق على طول مسار العصب مع إحمرار .
يسبق هذا الطفح الجلدي ألم شديد غير محتمل خاصّة عند كبار السّن، وغير مؤلم عند الصّغار و عادة يظهر عندما تضعف مقاومة الجسم لسبب من الما هى اسباب فإنّ هذا الفيروس الذي عادة ما يكون كامن في الجسم منذ الصّغر إثر تعرّض المصاب لمرض الجدري المائي حيث ينشط الفيروس مصيباً أحد الأعصاب. كثيراً ما يختلط على الطبيب معرفة فحص وتشخيص الحالة قبل ظهور أعراضها على الجلد ظانّاً أنّه التهاب في المرارة ؟ أو ألم بالمفاصل؟ أو ذبحة صدرية؟ أو الزائدة الدودوية؟ و بظهور الطفح الجلدي يُتأكد من فحص وتشخيص الحالة (الحزام الناري) .
أحياناً يستمر الألم عند كبار السن لمدة عدّة أشهر بعد الإصابة به و خاصّة للذين لم يأخذوا العلاج و دواء المناسب و الجرعة المناسبة في الوقت المناسب و أأكد هنا على ضرورة الالتزام بالجرعة المناسبة في وقتها فإنّه أحياناً كثيرة ما يراجعنا مصابون شُخصوا صحيحا ًو أُعطوا العلاج و دواء الصحيح و لكن الجرعة المطلوبة لهذه الحالة غير مناسبة و كثيراً ما تقل عن الجرعة المطلوبة لأنّ إعطائها في الوقت المناسب يخفّف على المريض الكثير من آلام المرض بعد الإصابة و الطفح الجلدي.
العلاج و دواء متوفّر و لكن يجب تناوله في أسرع وقت ممكن و خاصّة في الأيام الثلاثة الأولى من الطفح الجلدي .
ينصح عند الكبار بعمل فحوصات مخبريّة عامّة لاستبعاد أمراض باطنية مثبطة لمناعة الجسم .
د.ابراهيم مسك