ترسم كلّ فتاةٍ لفتى أحلامها صورةً ورديّةً ناصعةً ، فتراه دائماً كأميرٍ يمتطي صهوة جواده يركض نحوها لينقذها أو يحرّرها و هي تنتظره على شرفة بيتها متلهّفة لينطلق بها إلى عالمٍ جديدٍ تتحقّق رغباتها و أمانيها فيه .
و لا ريب بإنّ هذه الصّورة لا تعدو عن كونها حلماً صعب المنال من حيث الشّكل على الأقل و إنّ وجود الأمير في أفعاله و أقواله ممكنٌ في هذا العالم ، فالفتاة الواقعيّة هي من تدرك في قرارة نفسها أنّ الشّاب الذي تسعى للحصول عليه بمواصفاتٍ معيّنةٍ إنّتعرف ما هو حقيقةً بشرٌ يصيب و يخطأ و يكون فيه من العيوب كما فيه من الحسنات فلا تذهب بأحلامها بعيداً و إنّما تضع صفاتٍ معيّنةٍ يمكن إدراكها و الظّفر بصاحبها .
و من الأمور التي تجعل المرأة تظفر بقلب الرّجل الذي تحبه تخلّقها بصفاتٍ يحبّها الرّجل عموماً ، فالرّجل يحبّ المرأة التي تطيعه في المعروف و لا تخالفه ، فالمرأة الفطنة الذكيّة لا تجادل كثيراً و تلجأ للحوار لحلّ المشكلات فهي إمراةٌ تجتنّب العناد في رأيها .
و كذلك من أساليب الظّفر بقلب الرّجل هو ثبات المرأة على خلقٍ معيّنٍ و طباعٍ لا تغيّرها ما أمكن ، فنفس الرّجل تحبّ الاستقرار و عندما يغيب الرّجل عن زوجته يطمئن إلى أنّه يترك من يحفظه في بيته و ماله .
و من الأمور التي تسعد الرّجل أيضاً و تجعل قلبه معلّقاً بمن يحبّ التّغيير الدّائم في شكل الحياة ، فروتين الحياة اليوميّة يجعل النّفس تسأم و تملّ و تحتاج إلى التّرويح عن نفسها و التّغيير ، فالمرأة الذّكية تستميل قلب من تحبّ بعمل التّغيير المستمر في حياتهما فتغيّر من لباسها و تغيّر من طعامها و طريقة إعداده ، بل و تحبّ أن تسمع رأي زوجها في كلّ شيءٍ يحبّه فتراها تراجعه لمعرفة رأيه في ما تقدّم له من الطّعام و غيره ، فتحقيق رضا من تحبين هي من الأمور الهامة جداً لثبات الحياة الزّوجيّة و دوام استقرارها في جوّ من الألفة و المحبة و السّكينة .
و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّه ما استفاد رجلٌ بعد تقوى الله فائدةً كظفره بالزّوجة الصّالحة التي إذا نظر إليها أسرّته و إذا أمرها أطاعته و إذا غاب عنها حفظته في نفسها و ماله ، فمن تتحقّقت فيها تلك الصّفات نالت حبّ الرّجل بلا شك .