تساقط الشعر بعد الولادة
تلاحظ الكثير من السيدات أثناء فترة الحمل زيادة لمعان شعرها وطوله وكثافته ، ويرجع ذلك إلى هرمونات الحمل ، حيث يزيد هرمون البروجيستيرون خلال الحمل وكذلك هرمون الأستروجين ، ويؤديان إلى نشاط بصيلات وجرابات الشعر وبالتالي زيادة نموه ، وكذلك تثبيط عملها في مرحلة التساقط ، فنلاحظ قلة تساقط الشعر في هذه المرحلة .
بعد الولادة تتغير الهرمونات بشكل سريع ، حيث يحاول الجسم الرجوع إلى وظائفه الطبيعية ، في تلك الفترة يدخل الشعر المرحلة التي يطلق عليها مرحلة الراحة أو السقوط ، وفي هذه المرحلة يبدأ الشعر القديم في التساقط ليتيح المجال لشعيرات جديدة في النمو ، والمعدل الطبيعي لسقوط الشعر في تلك المحلة هو من ثلاثين إلى مائة شعرةٍ يومياً ، وفي مرحلة ما بعد الولادة حيث تنخفض مستويات الأستروجين يدخل الشعر مرحلة التساقط ولا يصاحبه نموٌ لشعرٍ بديل مؤقتأ ، وتفقد فروة الرأس كل الشعر الذي لم يسقط خلال فترة الحمل لذلك يلاحظ تساقط الشعر بشكل ملحوظ ، وتستمر تلك الفترة ثلاثة أشهر تقريباً يلاحظ فيها سقوط الشعر بما يعادل ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي .
إن تساقط الشعر في فترة ما بعد الولادة أمر طبيعي ، بل يمكن القول أنه صحي ، حيث تسقط الشعرات القديمة ذات الخلايا المرهقة والتي تسبب إرهاقاً لفروة الرأس وتظهر أخرى جديدة بما يسمح لوصول الأكسجين لفروة الرأس .
تستمر تلك الفترة ما يقارب الستة أشهر حتى يعاود الشعر دورته العادية ، لكن في حالات إستمرار عدم إنتظام الهرمونات قد تطول تلك الفترة ، أو لما هى اسباب أخرى قد تكون التغذية أو غيرها ، فلابد من معرفة السبب حتى يمكن علاجه بسرعة .
ومن الما هى اسباب الأخرى التي تؤدي إلى تساقط الشعر بعد الحمل ، استخدام مستحضرات الشعر ، حيث تهتم كل السيدات بالعناية بالشعر ، لكن الإفراط في استخدام تلك المستحضرات يؤدي إلى إرهاق فروة الرأس وجعل الشعر أثقل من البصيلة التي تحمله ، مما يؤدي في النهاية إلى سقوطه .
كذلك استخدام أدوية منع الحمل تؤدي إلى تساقط الشعر، حيث تزيد هذه الأدوية مستوى هرمون الأستروجين في الجسم الذي يوسع مرحلة النمو ويصبح الشعر أكثف ، ولكنه يسرع في نفس الوقت من دورة الشعر ، فتجدين الشرع يدخل في مرحلة السقوط بشكل أسرع ، والنتيجة النهائية نمو الشعر – الموجود – أعلى من الطبيعي ، وتساقطه بمعدل أسرع من الطبيعي ، مع عدم ظهور شعرات جديدة بدل المتساقطة بنفس السرعة .
ولا تحتاج هذه العملية إلى علاج و دواء ، لأن الشعر يعود إلى دورته الطبيعية عندما يتأقلم الجسم على مستويات الأستروجين المرتفعة ، ويحدث ذلك خلال ستة أشهر من بدء العلاج و دواء ، ولكن إذا استمر التساقط أكثر من ستة أشهر لابد من استشارة الطبيب .
بعد الولادة من الشائع أن تتعرض الأم إلى العديد من الضغوطات النفسية ، مثل اكتئاب ما بعد الولادة ، الأرق ، إرهاق العناية بالطفل . وفي تلك الحالات يزيد إفراز هرموني الكورتيزول والنورادرينالين ، وتتسبب هذه الهرمونات في إضطراب دورة نمو الشعر الطبيعية وإلى إفراز كمية زائدة من الدهون في فروة الشعر ما ينتج عنه اختلاف مظهره.
وفي العموم يمكن تقليل تساقط الشعر في مرحلة ما بعد الولادة عن طريق استخدام شامبو خفيف وتجنب العلاجات والمواد الكيماوية التي تؤدي إلى إرهاق الشعر ، وترك فرصة للشعر بعد الولادة ليعود إلى حالته الطبيعية ، بالإضافة إلى دعم الجسم بالمواد الغذائية التي يحتاجها من أملاح وفيتامينات ومعادن حتى يعود للشعر صحته وقوته .