تربية الأولاد
تعددّت أساليب تربية الأولاد، بالإضافة إلى أنّ التوعية التربوية انتشرت للآباء من خلال وسائل الإعلام كافة؛ إذ إنّ من أساليب التربية القديمة هي ضرب الأبناء عند الخطأ، وهذا الأسلوب أثبت فشله على مدى الأعوام كما أنّ له تأثير ونتائج سلبيّ على تربية الأبناء من الناحيتين الأخلاقية والنفسية؛ حيث إنّ الأطفال الذين يتلقون الضرب من ذويهم غالباً ما يكون طموحهم هو أن يكبروا ليكفّ ذويهم عن ضربهم، ولذلك فإنّ على الأهل وضع نصب أعينهم الصبر خلال سنوات تربية أبنائهم.
تبدأ تربية الأولاد منذ نعومة أظفارهم؛ فحواس الطفل تنمو واحدةً تلو الأخرى، وفي البداية فإنّ حاستي السمع والبصر هما الحاستان الأساسيتان اللتان يعتمد الأطفال عليهما لتلقّي أي أمر أو معلومة، لذلك من هنا يبدأ دور الأبوين في جعل تصرّفاتهما لبقةً قدر الإمكان أمام الأطفال؛ إذ يتوجّب عدم التلفظ بالألفاظ النابية والتحدث بأسلوب لبق مع الآخرين؛ فالطفل هو ذو مركز تفكير فارغ يخلو من الابتكار لذلك فإنّه يتعلّم ممن حوله القيام بكل أمور الحياة، وبطبيعة الحال فإنّ الطفل يبدأ بالتلفّظ بأكثر الكلمات وعبارات التي يسمعها إن كان ذلك من الأهل أو التلفاز أو الآخرين، وتقليد نفس النبرة التي قيلت بها هذه الألفاظ أو الكلمات، وهنا يجب أن نستغلّ هذه النقطة بترسيخ الكلام الذي ينبغي أن نُدخله إلى قاموس مفردات الطفل.
أمّا بالنسبة لحاسة البصر فإن الطفل كما يُقلّد ما يسمع فإنه يقلد ما يرى، لذلك علينا إبعاد التصرفات العدوانية وغير اللبقة عن مرآه وخاصّةً مشاهد العنف التي تظهر في التلفاز ومراقبة برامج الأطفال التي يتابعها منذ الصغر.
تربية الأولاد دون ضرب
- تعليم الأطفال اللباقة: على الوالدين تعليم الأطفال الاحترام واستخدام الكلمات وعبارات اللبقة عند التحدّث مع الآخرين مثل شكراً، لو سمحت، آسف، طرح التحية على الآخرين.. وغيرها، ويتمّ ذلك باستخدام الوالدين هذه الألفاظ مع الأطفال، فإن طلب أحد الوالدين شيئاً من أحد الأولاد وأحضره له يجب أن يشكره على مجهوده، فالطفل لا يتعلم إلا من خلال عيش المواقف.
- تعليم الطفل المسؤولية والواجبات: تبدأ المسؤولية لدى الطفل بعد أن يُتم العامين من العمر، فيبدأ الطفل بتمييز أغراضه الشخصية أي الألعاب أو الوسادة أو البطانية والملابس أيضاً، حيث يتوجب على الأهل أن يحتموا على الطفل ترتيب هذه الأشياء أو وضعها في أماكنها المخصصة، كأن يخصّصوا له صندوقاً للألعاب ليجمع به ألعابه عند الانتهاء من اللعب وعدم تركها على الأرض، ويمكن تعليم الطفل الواجبات مثلاً كأن تطلب منه الأم إحضار وعاء ما أو أمره بعدم اللعب قبل أن ينهي طعامه.
- تحفيز أو عقاب الطفل: وذلك يكون بالثناء عليه كلّما فعل شيئاً إيجابياً، كأن يتعلّم كلمة جديدة أو يتقن اللعب بدمية ما أو حتى إعطائه قطعة من الحلوى كلّما قام بأمر يستحق المكافأة كاحترام الكبير وغيرها، أمّا العقاب فيتمّ بحرمانه من إحدى ألعابه المفضلة عندما يقوم بأي فعل سيء، أو منعه من مشاهدة برامجه المفضلة على التلفاز لمدة قصيرة (يوم واحد مثلاً) لأنّ الأطفال لا يطيقون صبراً، ويجب أن يشرح الوالدان للطفل سبب عقابه لكي لا يكرر فعلته، وهنا يلعب الحزم دوره فيجب أن لا يتراجع الأهل عن أي قرار فيه مصلحة الطفل.
- تنظيم الوقت: على الأم قدر الإمكان الحفاظ على أوقات الطعام التي تراها مناسبة لتناول الطعام حسب ساعة استيقاظ الطفل وحاجته إلى الطعام في الوقت المناسب، إضافةً إلى تنظيم أوقات نوم الطفل.
- إظهار العاطفة: في كلّ مرحل من مراحل تربية الأولاد يجب على الوالدين التطرق ووسائل لإشعار أبنائهم بالعطف والحب والحنان، ومهما بلغ حزم الوالدين على تطبيق العقاب فإنّ عليهم الفصل بين عاطفتهم ومحبتهم للأولاد عن العقاب، مثلاً إن تمّت معاقبة أحد الأولاد بمنعه من اللعب بدمية ما فإنّ على الأهل إبعادها عن ناظره دون أن يقلل الأبوين من إظهار العواطف تجاه الأبناء؛ إذ إنّ هذا النوع من العقاب منفصل تماماً عن مشاعر المحبة المتبادلة بين أفراد العائلة.