الماء والحياة
قال سبحانه وتعالى "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" (الأنبياء 30)، وصف الله الماء بأنّها أساس كل شيء حيّ على الأرض، حيث أكّدت الدراسات التابعة لعلم الخلية بأنّ التكوين الأساسي لخلايا الكائنات الحيّة بجميع أنواعها النباتية والحيوانية هي ذرات المياه، فلولا الماء ما وجدت الحيوانات والنباتات عل وجه الأرض، كما أنّ انتهاء الحياة على سطح الأرض يرتبط بانتهاء المياه العذبة الصالحة للاستهلاك الحيواني والنباتي والبشري.
الماء والإنسان
يعتمد نشاط الوظائف الحيوية المختلفة في جسم الإنسان على المياه بشكل كبير، حيث يتكوّن جسم الإنسان في مجمله من ما بنسبة 70%، والتي تدخل في تكوين عدد من الأعضاء الحيوية في الجسم كالقلب، والرئتين، والدم، والكلى، والكبد، والجلد وغيرها، وأيّ نقصان في هذه النسبة يتسبّب بدخول الجسم في حالة من الجفاف والخمول والكسل، ولتجنّب ذلك يتوجّب على الفرد البالغ مهما كان وزنه أو نشاطه البدني شرب ما بين لترين إلى ثلاثة لترات من الماء بشكل يومي، مع زيادة الكمية في حال الأفراد الرياضيين، وأيّ تقصير في كمية هذه المياه يؤدي إلى خلل في قيام الأعضاء بوظائفها كتعرف ما هو واجب عليها.
استخدامات الإنسان للماء
يستغلّ الإنسان الماء ومصادر المياه بشكل واسع، كما يسخّرها بمختلف الطرق ووسائل الممكنة لخدمته وتوفير احتياجاته الأساسية والمهمّة للحياة، وفيما يلي توضيح لذلك:
- الشرب، يتمثّل بحاجة الإنسان للمياه من أجل القيام بوظائفه المختلفة، والتمتّع بالنشاط والصحّة كما تمّ توضيحه مسبقاً.
- الزراعة، تحتاج مختلف المحاصيل الزراعية إلى الريّ المستمرّ لضمان نجاحها وعدم تعرّضها للتلف، حيث تستهلك بعض المناطق كميات أكبر من مياه الري بالنسبة لغيرها، بحسب الطبيعة المناخية لكل منطقة، وكمية الأمطار الساقطة على المحاصيل في كل فصل.
- الصناعة، من أكثر الاستخدامات استهلاكاً للماء، حيث يدخل الماء في عمليات التصنيع والتكرير لمختلف المعادن والمنتجات بنسب كبيرة، حيث يصل تكرير لتر من النفط إلى عشر أضعافه من الماء.
- توليد الكهرباء، تستغل هذه محطات الماء في عملية توليد الكهرباء من خلال تحويل الماء إلى بخار، واستغلال البخار في تحويله إلى الطاقة المستخدمة في تشغيل آلات توليد الكهرباء.
شحّ المياه وتهديده للحياة
تفاقمت مشكلة شح المياه في القرون الأخيرة نظراً للاستهلاك المتهور والكبير للمياه دون الوعي بأهميته أو سبل الترشيد في استهلاكه، بالإضافة إلى جفاف العديد من مصادر المياه العذبة والآبار الجوفية، والانخفاض الملحوظ في مستويات مياه الأمطار في الكثير من المناطق، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها العديد من المؤسّسات الدولية للحفاظ على الماء والتوعية بأهميته لاستمرار الحياة، إلّا أنّ هذه المشكلة ما زالت في تفاقم مستمرّ.