صناعة الصابون
اختلف المؤرّخون في تحديد أوّل الأقوام التي استخدمت وابتكرت الصابون، ولكن يجمع الجميع أنّ الصابون قد بدأ استخدامه لفترةٍ امتدّت إلى ألفي سنة قبل الميلاد أو ربّما تزيد على يد السومريين، ومنهم إلى قدماء المصريين، ومن بعدهم انتقلت صناعته إلى العرب الّذين برعوا فيه. وكان استخدام الصابون في بدايته يعتمد على زيت الزيتون كتركيبٍ أساسيّ من ضمن مكوّناته، بالإضافة إلى استخدام عصارة بعض النباتات، وقد تفنّن البشر على مرّ العصور في تطويره، وفي إنتاج منتجات مختلفة منه مستخدمين عناصر عديدة متعدّدة ومبتكرة.
وبرعت مدينة نابلس الفلسطينيّة في بدايات القرن المنصرم في إنتاج الصابون الشّهير الذي يطلق عليه " الصابونة النابلسية " ذات الشكل المكعّب الخاص، والّتي تحتوي على عصارة زيت الزيتون وبعض الشّحوم الحيوانيّة، ولا زالت حتّى وقتنا هذا تمتاز بصابونها المميّز والخاص والفريد، حتّى أصبحت هناك فئات معيّنة من الناس لا تستخدم سوى هذا النوع.
وقد استخدم الفراعنة الصابون في غسل موتاهم، واستخدموه قُبيل عمليّة التحنيط على جثثهم، ثمّ تطوّرت صناعته وبرع فيه الفرنسيّون المشهورون بصناعة العطور ومستحضرات التجميل والتّنظيف وتفنّنوا فيه، وشاركتهم بذلك دول أوروبيّة عديدة تقدّمت في مجالات تطويره؛ حيث إنّ هذه الدول صنعت منه أشكالاً عجزت الأقوام القديمة على الإتيان بمثلها.
أنواع الصابون
هناك عدّة أنواع للصابون، ولكن تختلف هذه الأنواع فيما بينها حسب النّوع والشكل؛ فهناك صابون متخصّص لكلّ نوع من أنواع البشرة، فمنها ما يلائم البشرة الدهنيّة، ومنها ما تمّ تصنيعه ليلائم البشرة الجافّة أو العاديّة، وهناك صابون خاص بالأطفال، كما أنّ هناك صابون بنكهات وروائح مختلفة، منها: نكهة البرتقال، ونكهة الليمون، والفراولة، والحليب وغيرها الكثير. وتعتمد جميع هذه النكهات على الشحوم في تركيبها، وهناك عدّة أنواع من الصّابون لا تحمل ضمن مكوّناتها زيت الزيتون الّذي استخدم منذ القدم، كما أنّ الصابون بات يختلف من حيث الشكل والمظهر؛ فهناك صابون على شكل الكرة أو المستطيل، وهناك صابون على شكل الهرم، وهناك صابون ذو قطع ٍصغيرة، ومنه ذو قطعٍ كبيرة أو متوسّطة الحجم، ومنه السائل أو الصلب، ومنه أنواع أضيفت إليها كريمات خاصّة علاجيّة وطبيّة، ولكن مهما تباينت الاختلافات في تركيبته أو تصنيعه يظلّ الهدف المراد تحقيقه من استخدامه هو التنظيف بشكلٍ أساسيّ، لذلك أصبح الصابون يحتوي في عناصر مكوّناته على مواد للتّعقيم تساهم في حماية النّاس وأفراد الأسرة من أيّة جراثيم محيطة بهم.