القلب هو العضلة المركزية الأقوى في جسم الإنسان، تقوم هذه العضلة بضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم دون كللٍ ولا مللٍ طِوال عمر الإنسان، وهي عضلة لا إرادية، أي لا يستطيع الإنسان التحكم بها إطلاقاً. يحتوي القلب على أربع حجرات، بُطيْنين وأُذَيْنين، يدخل الدم إلى القلب عن طريق البُطين والأُذين الأيمنين، فيقوم بضخِّه إلى الرئتين للحصول على الأكسجين، ثم يقوم بضخ هذا الدم المؤكسد إلى جميع أنحاء الجسم عن طريق الجزء الأيسر من القلب، وتتم هذه العملية مع كل عملية انقباض للقلب وهي ما تُعرف بالنبضة القلبية. ينبض قلب الإنسان الطبيعي في الدقيقة الواحدة ما بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة وذلك حسب الجهد الذي يقوم به الإنسان، وقد تزيد عن ذلك في حالة الجهد الكبير. هذه الآلة العظيمة تقوم على ضخ كميات هائلة من الدم في كل نبضة؛ وبقوة هائلة جداً.
إن حالة خفقان القلب هي حالة شاذة في عمل العضلة القلبية، ويمكن القول أنها وبشكلٍ مبسَّط؛ هي حالة يشعر فيها الإنسان بضربات قلبه بصورة غير طبيعية، وتكون النبضات أكثر من الحد الطبيعي أو أقل منه دون وجود جهد يدعو إلى ذلك. في بعض الأحيان يكون هذا الأمر عرضِياً لا يُشكِّل أية خطورة على الإطلاق، فتكون مجرَّد شحنة كهربائية أطلقت نبضة أو بعض نبضات بصورة غير طبيعية، وقد تحدث ولا يشعر الإنسان بها، ولكن في حالة الإحساس بها؛ يجب التركيز على تكرار حدوثها، التكرار الكثير لهذه الحالة هو دليل على وجود خلل في عمل العضلة القلبية وتستدعي الذهاب إلى الطبيب والحصول على العلاج و دواء الفوري.
في حالة خفقان القلب المرضي؛ يمكن علاجها عن طريق الأدوية والتي تقوم على تنظيم كهرباء القلب لتتم النبضات بشكلٍ طبيعي، وهي فعَّالة في الحالات البسيطة، وكذلك الحال مع التمارين الرياضية المُفيد جداً للقلب، مثل المشي والسويدي، أما في الحالات المتوسِّطة؛ فيمكن وضع جهاز مؤقَّت لتنظيم ضربات القلب، وهي مُفيدة جداً في حالة انخفاض ضربات القلب. أما في الحالات الشديدة لخفقان القلب والتي تكون بسبب الرجفان الأذيني أو الرفرفة الأذينية أو خفقان القلب الأذيني؛ فيكون عن طريق اجتثاث مسبِّب الرفرفة أو الرجفان أو الخفقان الغير طبيعي، كما يكن معالجته عن طريق الأدوية التي يقوم الطبيب المختص بوصفها للمريض حسب حالته وحاجته. أما حالات خفقان القلب والمتعلقة بالبُطين من رجفان وخفقان ورفرفة؛ فتكون معالجتها عن طريق القلب الكهربائي، وهي زرع جهاز دائم لتنظيم ضربات القلب ومُزيل للرجفان، ولكن هذا هو الحل الأخير في المعالجة، حيث أنه يمكن البدء بالعلاج و دواء بالأدوية أو باجتثاث المنطقة المُسبِّبة لهذه الحالة، والطبيب المختص هو الأقدر على فحص وتشخيص الحالة وإعطاء العلاج و دواء اللازم والاحسن وأفضل لكل حالة على حدة. ويجب التنويه على عدم الإنتظار في حالة الشعور بهذه الحالة إذا تكررت، فتكرارها دليل على وجود خلل في عمل العضلة القلبية تجب معالجته على الفور.