أمّا في عصرنا الحاضر وقد تغيّرت الظّروف فأحياناً ترى كثيراً من الفتيات لا ينضجون فكريّاً إلا بعد بلوغ سنّ معيّن، وبالتّالي تتأخّر سنّ الزّواج المناسبة لهم، ولا شكّ بأنّ الفتاة وحين تتزوّج فإنّها تدخل إلى عالمٍ يختلف عمّا قبله من حيث المسؤوليّة، وهذا يتطلّب أن تكون الفتاة مهيّئةً نفسيّاً لتحمّل المسؤوليّة بكلّ اقتدار ، وإنّ دخول الفتاة إلى هذا العالم بدون تهيئةٍ يزيد احتمالات الطّلاق بشكلٍ كبيرٍ، لذلك وعند النّظر إلى مسألة سنّ الزّواج يجب النّظر إليها بدراسة جميع جوانبها وتفاصيلها، فما ينفع كسنّ زواجٍ في بلدٍ معيّن قد لا ينفع في بلدٍ آخر، وإنّ النّظر إلى حال الفتاة يحدّد سنّ الزّواج المناسب لها، وحين تكون مهيّئةً نفسيّا، ناضجةً فكريّاً، تشعر بداخلها أنّها أصبحت راشدةً قادرةً على تحمّل المسؤوليّة فإنّها تكون مهيّئة للزّواج بلا شكّ بغض النّظر عن عمرها.
وإنّ كثيراً من المنظمات التي تدّعي المحافظة على حقوق المرأة تجانب الصّواب في هذه المسألة، والصّواب ترك الأمر في تحديد سنّ الزّواج إلى الفتاة والأهل، فهم أدرى النّاس بحال ابنتهم وما يصلحها، وكما يقال أهل مكةٍ أدرى بشعابها، وإنّ كثيراً من هذه المنظمات تخفي وراء شعاراتها أهدافاً مبطنةً لهدم قيم الأسرة المسلمة، حيث يريدون تحرير المرأة وجعلها تبقى بدون زواجٍ أطول فترةٍ ممكنة، وربما جرّها الشّيطان في أثناء ذلك إلا ما لا يحمد عقباه من الأفعال.