العلاقة الزوجيّة
الزواج رباط عظيم منّ الله عليك به فهو يحفظ شرف الانسان ويصون كرامته ويحافظ على حقوقه، وكم من إنسان تمنّى بأن ينعم الله عليه بهذا الرباط، وكم كنت تحلمين برفيق حياتك لكي يكون لك سكناً بوجوده، وكم في الزواج الخير الكثير من هدوء النفس وكفّ البصر وتحقيق التوالد والوصول إلى تكوين أسرة، والزواج قد حقّق حلمك ولكن كيف يصبح الزواج ناجحاً.
لا بدّ من اتّخاذ السبل، والمرأة الزوجة لها دور أساسيّ في نجاح البيت، وذلك عن طريق إسعاد الزوج؛ فأنت السكن والمودة والرحمة له، أنت تحدّدين سعادة البيت فكلّما قمت بواجبك تجاه زوجك على أكمل وجه استطعت الوصول إلى السعادة الحقيقية التي تبغينها، ولا تنسي أن دخولك الجنة مرهون بذلك ومرتبط به وهو خيارك وما مال له قلبك ورقت عينيك إليه.
أختي يا من أخطأت في التعامل مع زوجك ولم تفهمي مغزى الزواج؛ إذا كنت ترغبين بالاستقرار اعرفي واجبك وحقوقك فهذه قدسية الزواج وقدسية هذا الرباط؛ فعليك بالبداية الرضا بما قسمه الله لك والتعامل مع زوجك وطباعه، وعليك أن تتقرّبي منه وتعلمي بأنّه قد عاش في بيئة أخرى وهو من تربة أخرى، فلكلّ منكما صفات وخصال وطباع مختلفة عن الآخر، وعليك التعايش والصبر على طباعه وعاداته.
مشكلة عناد الأزواج
كثير ما تشكو الزوجات من عناد الزوج، فالعنيد هو من يتّصف بالإصرار الكامل على الرأي في اتّخاذ القرار وعدم الاستماع الى رأي الآخر أو المشورة، فاعلمي أنّك كلّما أقبلت على انتقاد رأيه زاد عناداً وإصراراً، واعلمي أنّك لن تخرجي معه بحلّ مرضٍ بل ستحوّلين حياتك إلى جحيم دائم.
حاولي بذكاء الفطرة عندك أن لا تتصدي له وأن تعرفي ما هى اسباب عناده، صفة العناد تأتي نتيجة الأنانيّة وحبّ الذات عنده، فلا يرى سوى نفسه ولا يعرف من هو أصوب رأي، أو عدم النضج الكافي، أو أنّه قليل الخبرة وأنّه لا يجيد التواصل والتفاعل مع الآخرين ولم يتعلم طريقة اتخاذ القرار مع احترام الرأي الاخر في الحياة، أو أنّه قد نشأ في بيئة سادها تفكّك أسريّ وعدم احترام وتفاهم وتضحية لبعضهم البعض. واعلمي أنّه لن يعترف بأخطائه مهما حصل، وإن أدّى ذلك إلى أن يخسرك وهو يحبك لأنّ هذه ثقافته التي تربى عليه، كما يمكن أن يكون قاسي الطبع ومتعالياُ ويسعى إلى الخروج من الأزمات باتخاذ قراره بنفسه دون أن يسمع اليك أو يراعي مشاعرك، فإنّ واجهت هذه المشكلة إليك بعض الطرق وخطوات التي تساعدك في تخطي هذه المشكلة.
طريقة التعامل مع الزوج العنيد
إنّ أوّل طرق وخطوات الحلول بعد معرفة طباعه هو الرضا بذلك، فإنّه ليس ذلك على الدوام فمنه الحسنات أيضاً:- لا تبدي الرفض الدائم لكل قرار يخرج به ولو كان خاطئاً حتى لا يزيد إصراراً وعناداً، عسى أن يكون لذلك أثر إيجابيّ.
- حاولي تقوية وتنمية العلاقات الاجتماعية مع غيره فيغيّر ذلك من طبيعة شخصيته.
- عند انفعاله لا تتصدي له واتركيه ودعيه يعبر عن رأيه ولا تجادليه.
- اعلمي أنّ إصرارك المتكرر بالطلبات والإلحاح عليها لن تزيده إلا عناداً.
- حاوريه بأسلوب هادئ وابتعدي عن الحوار الصاخب.
- اعتزّي به وامدحيه حتى يعلم أنّه صاحب القرارعندك، لأنّه يحتاج إلى دعم ثقته بنفسه.
- لا تحاسبيه أو تلوميه على خطأ في قرار قد سبق واتخذه.
- حاولي مشاركته بالقرار حتى يعلم أنّ الإنسان بحاجه غيره ولا يمكن أن يعيش بفرده.
- قدّمي الشكر له على ما يقوم به حتى يعلم أهمية وفائدة الأعمال الحسنة التي يقوم بها حتى لا يشعر أنّه موقع الاتهام وأنّه حادّ الطباع ويشعر أنّه منبوذاً أو مكروهاً لمن حوله.
- اعلمي أنّ في صبرك وتغيّر طبعه ستنعمين بأنّ أولادك سيتمتعون بصفات حميدة، وأنّك ستبعدينهم عن ظلمة هذا الطبع الذي تشتكين منه، فإذا كنتِ تشكين من الأب إذا واجهت الأمر بالكدر والمجادلة لن تحصدي شيئاً مع الأب ولا مع الأبناء سواء، فاحذري من اتخاذ الطريق وحاولي أن تتمتعي بالصبر والتحمّل.