الأمن
يطيب لنا أن نذكرَ حديثَ رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم عن الأمن والأمان حيث يقول: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)؛ فهذهِ الأمور وعلى رأسِها الأمن في الأوطان والأمن في البيت هيَ مِفتاح السعادة وكأنّك عندما تملكها تملكُ الدُّنيا كُلّها.
الأمن نعمة عظيمة، إذا نزعها الله من قوم أو من بلد ما حُرِموا من كنزٍ عظيم وخيرٍ وفير، وقد جاءَ في القُرآن الكريم دليلٌ على إحدى القُرى التي تغيّرَ حالُها من الأمن إلى الخوف، قالَ تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
مسؤولية الأمن القومي
للحفاظ على الأمن العام للوطن والمُجتمع فإنَّ مُعظمَ الدول لها أجهزةٌ أمنيّة مُتخصّصة في بسط هيبة الدولة وتنفيذ أحكام القانون القاضية بتوفير الحماية للأفراد والجماعات، وتكون هذهِ الحماية بالحفاظ على أرواحهِم بالدرجة الأولى، وأموالهِم وأعراضهم وممتلكاتهم.
يتشارك مع هذهِ الأجهزة المُتخصصة المُواطن لأنّهُ هو الذي يقوم بإنجاح العمليّة الأمنية أو الزيادة في تعقيدها وإرهاق القائمين عليها، فنرى هُناك كثيراً من الدول التي يكون فيها المواطن سبباً في الأمن العام للبلاد بفضل تفهّمه لنعمة الأمن والأمان. في هذا المقال سنبسّط الحديث عن دور المُواطن في تدعيم الأمن والمُشاركة الفعّالة فيه.
دور المُواطن في المُحافظة على الأمن
يُعتبر المُواطن شريكاً استراتيجيّاً في مُساندة الأجهزة الأمنية وبسط الأمن على أرض الوطن، وببعض النقاط الوجيزة نُبيّن كيفيّة تفعيل دور المُواطن ومُساهمته في المُحافظة على الأمن.
- تربية الأبناء منذ الصغر على حُبّ الوطن، وبذل الغالي والنفيس من أجل أن يكونَ آمناً مُطمئناً، وأنّ نُعلّمهُم بأنَّ حُبّ الوطن إيمان وعقيدة، وبأنَّ الدفاع عن أمنهِ نُبل وعزّة وشرف، فيكبُر على تعظيم نعمة الأمن وبهذا ينشأ جيلٌ واعٍ مُدرك لمخاطر القلاقل والتوتّر والزعزعة الأمنية لا قدّرَ الله.
- إبلاغ الأجهزة الرسميّة بوجود أيّ تهديد أمني عام على أرواح الناس وممتلكاتهم حالَ الاشتباه بذلك أو الوقوف على أسرار التنظيمات التي تهدف لزعزعة الأمن في البلد.
- الحدّ من انتشار الجريمة من خلال توعية الأهالي والجيران وغيرهم على ضرورة اتّخاذ التدابير التي تحول دونَ وصول الأذى إليهم أو في مُحيطهم.
- تقويم سُلوك الأشخاص الذين تلوح في أماراتهم نزوات التخريب والعُدوان من خلال ترهيبهم من الفوضى التي لا تُنتج إلاّ الدمار وتعود بالشرّ على الجميع.
- تقديم المعلومات التي قد تستفيد منها أجهزة الدولة خُصوصاً في المباحث الجنائية والتي قد تُساهِم في القبض على مُرتكبي الجرائم وتقديمهم للعدالة، فتكون قد أرحتَ الناسَ من شرورهم وردعت غيرهُم عن الجريمة والإقدام عليها فيتحقّق بذلك الأمن العام.